طلاسم في المقابر.. حملات مكثفة لتطهير المدافن من السحر الأسود
على مدار الفترات الماضية، بادر متطوعين لتنظيف المقابر وتطهيرها من أعمال السحر والشعوذة من خلال تدشين الحملات التطوعية على مستوى محافظات الجمهورية، بهدف تطهير المقابر وتوعية المواطنين بعدم الانجراف وراء تلك الممارسات الشيطانية التي تفسد حياة الأشخاص.
لفافة مدفونة بأحد مقابر قرية أكياد بمحافظة الشرقية، دفعت أحد حراس المدفن إلى فكها ورؤية ما بها، ليجد بداخلها ملابس قديمة عليها علامات غير مفهومة أشبه بالطلاسم كُتبت بالدم، ليستدعي بعدها الحارس أحد الشيوخ لإبطال مفعول السحر حتى لا يتضرر شخص منه.
محمد هاشم، من قرية أكياد بمحافظة الشرقية، وأحد المتطوعين لتنظيف المقابر، أوضح أنه وأبناء القرية قد أطلقوا عدد من الحملات من أجل تنظيف المقابر بعدما وجدوا على وجه الصدفة عمل من السحر الأسود أثناء إحدى الجنازات.
ويضيف "هاشم" في حديثه مع "الدستور": "لا تزال حملات تنظيف المقابر في أكياد مستمرة بهدف تطهير المقابر الرئيسية ومنها مقابر الشيخ سرحان من الأعمال والسحر؛ وبعد ما بنلاقي أي سحر بنستعين بشيوخ بهدف إبطال هذا السحر حتى لا يتأذى صاحبه".
وتابع "هاشم" أنه هو وشباب القرية ممن تطوعوا لتنظيف المقابر بقرية أكياد يكثفون حملات التطهير على جميع المقابر غير أنهم يخططون لتطهير مقابر محافظة الشرقية كافة، مشيرًا إلى أنهم لا ينتظرون مقابل فهم يقومون به مبتغين الأجر والثواب من عند الله.
منى علي، في أواخر العشرينات، ذكرت أنها قبل 3 أعوام من الآن كانت مخطوبة وشرعت في تحضيرات حفل الزفاف هي وخطيبها على أن يكون نهاية الماضي، موضحة أنهما كانا متفقان إلى حد كبير إذ أنه لم يكن زواجًا تقليديًا على الإطلاق.
تابعت "علي" مع التحضيرات للزفاف بدأت تشب بعض المشاكل على أشياء بسيطة لا تستدعي، ومع مرور الوقت تفاقم الأمر وتعقدت المشاكل شيئًا فشيئًا حتى صار يصعب حل تلك المشاكل بينها هي وخطيبها.
تضيف: "وصلت المشاكل بيننا إلى حد الغلط في الأهل وانتهى الأمر بأننا تركنا بعض، ومن بعدها وكل ما يتقدملي حد يحصل عدم اتفاق دون وجود سبب واضح، وظل الأمر هكذا طوال الثلاث سنوات، حتى بدأت والدتي تسأل أحد الشيوخ عن سر عدم الاتفاق مع أي عريس بيتقدملي".
أشارت "علي" إلى أن أحد الشيوخ أخبرها هي ووالدتها أنها أحد الأشخاص في دائرة كانت قريبة منها قام بعمل "سحر أسود" لها بوقف الحال والفشل في الحياة الاجتماعية والعملية.
اتساقًا مع ذلك أكدت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن صحيح الدين ذكر السحر والشعوذة، وهناك أشخاص بالفعل يقومون بمثل هذه الأمور ولكن من يقوم بها فهو خارج على الملة ليس ذلك فحسب بل ويعتبر الشخص خارج عن دائرة الإيمان.
ناشدت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، المجتمع المصري بعدم الانسياق خلف ممارسات السحر والشعوذة؛ لأن لا يقوم بها سوى شخص جاهل وكافر، فلا يجب أن يترك الإنسان نفسه إلى الانسياق والانحدار وراء تلك الممارسات الجاهلة التي ترفضها عقيدة الإسلام الصحيح وتتنافى مع تعاليم الدين.
تنفق مصر سنويًا على أعمال السحر والشعوذة ما يتراوح بين 10- 25 مليار جنيه سنويًا، لفك الأعمال والسحر الأسود، إضافة إلى أن محافظات الوجه القبلي هي الأكثر إنفاقًا على تلك الأشياء، وفق إحصاء المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في الربع الأول من 2020.