هل تتجه أنقرة وموسكو لحرب شاملة فى القوقاز؟
أكدت صحيفة "يورو آسيا تايمز" أن العلاقات التركية الروسية تشهد توترًا بسبب سلسلة من المواجهات الإقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز.
وتابعت أن هذه البؤر الجيوسياسية القابلة للاحتراق بطبيعتها استوعبت أطرافا متنوعة من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، مما أدى إلى أزمات إنسانية وتدمير البنية التحتية الحضرية وإعادة تنظيم الشبكة السياسية المحلية بالقوة.
ولا يوجد مكان أكثر وضوحًا لهذا المأزق من محافظة إدلب شمال سوريا، حيث أصبحت الحرب الأهلية السورية موضع نزاع حاد من قبل العديد من الأطراف الحكومية وغير الحكومية، وهي آخر معقل رئيسي للفصائل الإرهابية.
واستهدفت غارة جوية روسية، في 26 أكتوبر، معسكر تدريب لجماعة مدعومة من تركيا في إدلب، ما أدى إلى مقتل العشرات، وأقرت وزارة الخارجية الروسية بالضربة التصعيدية في بيان صدر في وقت لاحق من ذلك اليوم.
وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، خلال لقاء مع السفير السوري في روسيا رياض حداد إن "الجانب الروسي جدد تضامنه الثابت مع الشعب السوري ودعمه لسيادته ووحدته وسلامة أراضيه".
وكانت المجموعة المستهدفة، فيلق الشام، كان لها دور فعال في تعزيز مصالح أنقرة في الحرب الأهلية السورية.
ووفقًا لتغريدة كتبها عمر أوزكيزيلجيك، المحلل المقيم في أنقرة في مؤسسة الشرق الأوسط، والذي يتمتع بخبرة في شئون فصائل المعارضة في شمال سوريا، فإن الضربات صُممت لتعطيل النفوذ التركي في إدلب.
وردًا على الضربات الجوية، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لموسكو، قائلًا "هجوم روسيا الذي يستهدف مركز تدريب قوات الجيش الوطني السوري هو علامة على أن السلام والهدوء الدائمين غير مطلوبين في المنطقة".
ويهدد التصعيد الأخير في أعمال العنف وقف إطلاق النار الروسي التركي المشترك الذي تم التوصل إليه في مارس، والذي أوقف هجومًا سوريًا تدعمه موسكو لاستعادة إدلب.
وأكدت الصحيفة أن تصاعد التوتر مرة أخرى في سوريا، بالإضافة إلى اشتعال الحرب جنوب القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان سيشعل الصراعات المباشرة بين تركيا وروسيا في أي وقت.