سر حب العراقيين لـ«السيسى»
يدرك الجميع أهمية مصر بالنسبة للعراق والعكس صحيح، وفى تاريخ هذه العلاقات العديد من العلامات الإيجابية، وأيضًا النقاط السلبية، التى كانت لها أسبابها وتداعياتها على كلا البلدين، لكننا الآن أمام واقع جديد لهذه العلاقات وصولًا لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وللتاريخ أقول إن وزير الدفاع العراقى الأسبق «سعدون الدليمى» قال إن مصر أسهمت بعد احتلال داعش للموصل بالكثير من المساعدات العسكرية، وإن الرئيس عبدالفتاح السيسى سارع إلى تقديم مساعدات كبيرة للجيش العراقى، من بينها مدرعات وعتاد، كان الجيش العراقى فى أمس الحاجة إليها، بالإضافة إلى تدريب العشرات من الطيارين العراقيين والضباط فى كل التشكيلات، وتدريب الشرطة العراقية، وفى فترة معارك تحرير العراق من داعش قدمت مصر دعمًا لوجستيًا للأجهزة الأمنية العراقية، تمثل فى المعلومات عن تحركات تلك العناصر، وعمليات تمويلها وتهريب النفط العراقى عبر تركيا التى كانت ملاذًا آمنًا لهذه التنظيمات.
وللتاريخ فإن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية التى استضافتها مصر «٢٠١٥» كان لها صدى واسع فى الشارع العراقى، وبين المقاتلين الذين كانوا يزفون كل يوم عشرات الشهداء، الرئيس قالها «تحيا الأمة العربية، وإن معركة العراق ضد الإرهاب هى معركتنا جميعًا»، وكررها الرئيس فى ٤ أبريل من العام ذاته بحضور قيادات القوات المسلحة المصرية، عندما أكد أن مصر تقف مع الأشقاء بعد أن هدد بلادهم الإرهاب.
كان الشارع العراقى يرى فى الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الملهم، القائد العربى الصادق عندما ينطق حبًا للعراق، وتداول العراقيون كلمات السيسى وهو يتحدث عن العراق والشعب العراقى فى لقاءات كثيرة، أبرزها عندما تحدث عمَّا جرى للعراق القوى من أخطاء تسببت فى ضعف هذا البلد العربى.
وتناقل العراقيون كلمات الرئيس السيسى، وهو يتحدث عن حرب المياه التى تشنها تركيا على العراق «منتدى الشباب ٢٠١٩»، لا، بل عمل الباحثون العراقيون على اعتبار تلك الكلمات وثائق مهمة لتقديمها أمام المجتمع الدولى، وأخيرًا موقف مصر من أزمة العراق بسبب جائحة كورونا، فهى أول بلد فى العالم قدم مساعدات وأجهزة طبية إلى العراق، بالإضافة إلى قرار مصر معالجة أى عراقى مقيم فى مصر يصاب بهذا الوباء اللعين كمواطن مصرى، وبالفعل أصيب العديد من الطلبة العراقيين فى عدة مدن، وتم علاجهم، والأمثلة عندى كثيرة ومتعددة على تلك الحالات.
اليوم وبعد قرار القيادة المصرية رفع مستوى التعاون بين البلدين، تم عقد سلسلة من الاجتماعات على مستوى وزارى، وقد وصلت أعمال اللجنة العراقية المصرية إلى مستوى توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون تهدف فى مجملها إلى بناء قوتين عربيتين قادرتين على وقف التدخلات الخارجية، وهذا ما حرصت عليه القيادة فى البلدين، ليكتمل ذلك بزيارة الدكتور مصطفى مدبولى بغداد، لتشكيل بداية مهمة لإعادة إعمار العراق وإخراجه من أزماته الاقتصادية والصحية، فالكل، وأقصد بالكل كل الطوائف من العراقيين يثق فى مصر قيادة وشعبًا.