تقرير بريطاني: أردوغان حوّل تركيا إلى دولة معادية لأوروبا
قال تقرير بريطاني إن تركيا تحولت من دولة مؤيدة لأوروبا إلى دولة معادية لها في ظل وجود نظام رجب طيب أردوغان، الذي جعل تركيا تدخل في صدام حاد مع القارة الأوروبية.
وقالت مجلة "سبكتاتور" البريطانية، في تقرير لها اليوم، إنه خلال 18 عامًا منذ فوز أردوغان في الانتخابات كرئيس لحزب العدالة والتنمية (AKP)، أطاح بهيمنة العلمانيين الموالين للغرب التابعين لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، لتتحول تركيا من دولة علمانية مؤيدة لأوروبا إلى دولة إسلاموية استبدادية معادية لأوروبا.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن هناك ثلاثة أحداث حالية تضع جميعها الرئيس أردوغان على خلاف مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الأمر الذي يظهر مدى التحول في تركيا.
وأول هذه الحوادث ما يجري في شرق البحر الأبيض المتوسط، بحثًا عن النفط والغاز، حيث تسعى تركيا لتقسيم المنطقة لمصلحتها الخاصة على حساب اليونان وقبرص حلفاء الناتو.
أما الحادث الثاني فهو دعم أردوغان عسكريًا أذربيجان لاستعادة منطقة ناغورنو قره باخ من أرمينيا، وثالثا انتقاد أردوغان هذا الأسبوع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعتباره رجلًا بحاجة إلى "علاج نفسي"، ودعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية، بل هاجم أيضًا الغرب، واصفًا قادة أوروبا بأنهم "روابط في سلسلة النازية".
وأشارت "سبكتاتور" إلى أن عملية أسلمة تركيا تسارعت بسبب الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016، وتبع ذلك اعتقال حوالي 50 ألف شخص، ليقوم بعدها بحملات تطهير في الجيش والقضاء والجهاز الإداري من المؤيدين للجمهورية الكمالية، بخلاف سجنه الصحفيين، ليصل إجمالي السجناء من الموظفين لأكثر من 180 ألف شخص، وتحديدهم على أنهم أعداء لتركيا، الأمر الذي دفع أردوغان لوصف الانقلاب الفاشل بأنه "هدية من الله".
بالتزامن مع تعديل أردوغان دستور تركيا وهياكل سلطتها، ولم يتم فهمه جيدًا، فقد كان ما يسمى سياسته الخارجية العثمانية الجديدة الاستراتيجية الدولية لتركيا منذ سنوات إلا أنها اتضحت الآن بشكل أكبر، بعد أن ضمنت البراعة العسكرية لأتاتورك بقاء أمته في معاهدة لوزان في عام 1923، وجعل تركيا تتمحور حول الغرب بشكل ثابت، وكان هذا هو الحال بشكل أكبر بعد ظهور الاتحاد السوفيتي التوسعي، مما أدى إلى انضمام تركيا إلى الناتو في وقت مبكر من عام 1952.
وقالت المجلة إن تفكك الاتحاد السوفيتي أدى إلى تغيير كل شيء، فقد تراجع التهديد الروسي، لتتراجع فرنسا وألمانيا عن ضم تركيا المزمع إلى الاتحاد الأوروبي على الرغم من السماح لتركيا بالانضمام إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي في عام 1995، ربما كان أردوغان سعيدًا بفرض الاستقلال عليه، ومع اشتداد الاقتصاد التركي بسبب المزيد من إلغاء القيود والائتمان الغربي، شعر بالثقة الكافية لإطلاق سياسة خارجية عثمانية جديدة.
وقالت المجلة البريطانية إن النتائج كانت كارثية في البداية، فقد فشل هدف أردوغان في استبدال نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحكومة صديقة للإخوان المسلمين فشلًا ذريعًا، والأهم من ذلك فشل مرشح الإخوان محمد مرسي، بخلاف العداء الإقليمي لتدخلات أردوغان، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، لتصبح تركيا منبوذة من الدولة الشرق أوسطية باستثناء قطر حليفته.
وأوضحت "سبكتاتور" أنه في مجال القوة الناعمة، حققت استراتيجية أردوغان العثمانية الجديدة بعض النجاح، فقد تطورت العلاقات الحميمة مع الأراضي العثمانية السابقة في البلقان، في اتجاه الشرق، كما استولى أردوغان على الشركات والمؤسسات التعليمية الإسلامية التابعة لحركة جولن، لتأسيس وجود للقوة الناعمة في عشرات البلدان الإفريقية.
وأضافت: "إذا كانت سياسات أردوغان في الشرق الأوسط ذات طابع ديني وسياسي فظ في السنوات الأولى من حكمه، فإن سياسته الخارجية بعد مايو 2016، عندما أقال حليفه السياسي منذ فترة طويلة ومعلم السياسة الخارجية أحمد داوود أوغلو، اتسمت بالبراغماتية القاسية".