حلاوة زمان.. من أيام الملكية رحلة عائلة «عثمان» مع حلويات المولد
"القصر الملكي كان بيطلب من جدي عثمان حلويات للملك طوال السنة"، كلمات بسيطة أوضح فيها علي إبراهيم حكاية أسرته البسيطة التي تقطن في منطقة مصر القديمة، لـ"الدستور" أن إرث جده كانت علاقته الوطيدة، بـ"أتاي" القصر الملكي في عهد الملك الفؤاد.
وأوضح "علي" أن علاقة عائلته بالقصر بدأت من خلال صناعة حلوى السمسمية والفولية، وكان عدد الأسر التي تعمل في هذا المجال يعد على أصابع اليد الواحدة، وكان من ضمنها عائلة عثمان، على الرغم من بساطة المهنة لكنها في عام 1934 كانت اختراعا عظيما، كان جد علي يذهب سنويًا إلى القصر الملكي بصحبة أحد خدام القصر حاملًا الحلوى على عربته الكارو البسيطة، وفور وصوله يتناول عنه الحراس الحلوى ومن ثم يسمح له بالدخول برفقة قائد "الأتاي".
وأضاف: "بعد ساعات يتناول رئيس المطبخ الملكي الحلوى ليتأكد من سلامتها ومن ثم يتناول مقابلا ماديا يجعله يوفر احتياجات المنزل طوال العام، ظل الحال على هذا النحو مع تعاقب الملوك حتى وصل إلى سدة الحكم الملك فاروق، الذي منع التعامل مع عائلة عثمان، وذلك لأنه كان لا يثق في أي شخص من عامة الشعب".
وقال "علي: "إن عائلته أصبحت بعد ذلك من أكبر العائلات التي تصنع حلويات المولد النبوي الشريف، متابعًا: "الحلويات اختلفت عن زمان كتير، زمان كان فيه نوعين بس هما السمسمية والفولية والملبن، بعد كده دخلت أقراص الحلوى وغيرها وكل الباقي ده دخل في وقت حكم عبدالناصر".
وأشار إلى أن الأنواع الدخيلة من الحلوى في حقبة ناصر كانت لعلية القوم فقط، فكانت باهظة الثمن جدًا، وأدي ذلك إلى اعتياد المواطنين التعامل مع حلوى المولد النبوي بأشكالها المعتادة، بعد عدة سنوات أصبحت في متناول الجميع، معلقًا: "بقيت حلويات الفقراء والأغنياء واحدة مفيش فرق بينهم غير في الخامات المستخدمة والمكسرات بشكل خاص"، مضيفا أنهم بعد ذلك تمكنوا من إنشاء مصنع خاص بهم للترويج لصناعة حلوى المولد النبوي، ويبيعون لكل المواطنين حتى أنهم قد يبيعون بالقطعة في بعض الأوقات التي يكون فيها الزبون غير قادر.