«بلا مواكب».. «الصوفية» تحتفل بالمولد النبوي «أون لاين»
بالدف يطوف أطفال دون الخامسة عشر، مهللين «صلوا وسموا على نبينا..ده مولد طه»، هكذا كانت تبدأ مسيرات الطرق الصوفية تجوب البلدان من أصغر القرى وحتى أكبر الميادين في المراكز والمحافظات، فدومًا ما كنّا نشاهد المادحون يسيروا حاملي الأعلام والسيوف يركبون جمال مزينة بالهودج، مشهد في أذهان المصرين ينتظره المواطنون والشباب والأطفال كل عام حتى السيدات تتسابق على للسير وسط زفة وتعم البهجة بذكرى المولد النبوي الشريف.
مشهد الجمل والهودج ارتباط شرطي في نفوس المصريين بمواكب الحجيج، فقد كان قديمًا يستخدم الجمل والهودج لمن يذهب إلى الحج وعندما يعود كان الناس يقبلون الجمل والهودج لأنه به رائحة المدينة المنورة، فارتبط الجمل والهودج بزيارة الكعبة ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
ولمن لا يعلم لهودج هو هيكل خشبي يعلوه قبة على شكل خيمة لها نوافذ وفتحات صغيرة مغطاة بقماش أخضر ومطرز باللون الذهبي يحمله جمل مزين بأنواع من الأقمشة وكان التنقل باهودج هو إعلان عن الاستعداد للحج والذهاب إلى الحج وزيارة النبي ويسير الحجاج في مواكب الجمال والهودج إلى رحلة الحج ولذلك تنطلق الجمال في زفة المولد كل عام وتحمل الهودج لتعيد إلى الأذهان مشهد زيارة الحجاج للنبي عليه الصلاة والسلام ومواكب الحجيج في مصر القديمة حيث يبعث في نفوس المواطنين إحساس البهجة والفرحة بمولد النبي عليه الصلاة والسلام.
لكن يظل عام ٢٠٢٠ ذو طابع مميز على كل الطقوس والمناسبات، بسبب جائحة كورونا التي فرضت علينا الإجراءات الوقائية التى اتخذتها الدولة لمواجهة انتشار الفيروس، وكان لقرار إلغاء التجمعات اثر على المناسبات الدينية، ومنها مولد سيدى أحمد البدوى، مولد سيدى إبراهيم، بالإضافة إلى المولد الكبير للسيدة زينب رضى الله عنها، ومع قرب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف غيرت الطرق الصوفية منهجها في الاحتفال، ونستعرض خطتها لهذا العام.
"إلا رسول الله"
كشفت الطرق الصوفية للدستور عن كيفية احتفالاتها بالمولد النبوى الشريف هذا العام، فى ظل جائحة فيروس كورونا، بعد الهجمة الشرسة التى قادها الرئيس الفرنسى "ماكرون" ضد الإسلام ونبى الرحمة ورسول الإنسانية سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، بأنها ستقيم احتفالاتها "أون لآين" عبر شبكة الإنترنت، وكذلك ستقيم آمسية دينية بمسجد الإمام الحسين بحضور كبار مشايخ وعلماء البيت الصوفى مساء غذ الخميس.
وقال طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، إنهم سيحتفلون بالمولد النبوى هذا العام فى بيوتهم، فإحياء ذكرى مولد النبى ليس شرطًا أن يقام فى مسجد أو ساحة أو زاوية، لذلك فإن من أجل الحفاظ على أرواح المريدين سيلتزم كل مريد بأذكاره فى هذا اليوم العظيم المبارك ويحتفل بمولد النبى صلى الله عليه وسلم.
وتابع "الرفاعى" أن مشايخ الطرق الصوفية سيحتفلون بميلاد النبى من خلال تنظيم آمسية دينية فى مسجد الإمام الحسين رضوان الله عليه، ويشارك فى هذه الآمسية الكثير من العلماء والشيوخ والمنشدين، وتهدف هذه الآمسية ليس فقط للإحتفال بالمولد النبوى فقط ولكن للرد على من اساءوا للنبى صلى الله عليه وسلم، وقالوا فيه الأقاويل وسخروا منه فأهل التصوف سيردون فى هذا اليوم على هذه الإساءات ويرفعوا رآية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فى سياق متصل، قال الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، إن الطريقة الشبراوية ستحتفل بالمولد النبوى "آون لاين"، فلا يمكن أن تمر الذكرى دون احتفال وحتى إن كان عبر وسائل التواصل الحديثة" فيس بوك،واتس أب.
وتابع " الشبراوى": الاحتفالات آون لآين، أفضل لمواجهة فيروس كورونا، حتى يكون هناك حالة من التباعد بين المريدين، فالطرق الصوفية إعتادت على حماية النفس البشرية.
من جانبه، قال مصطفى الهاشمى شيخ الطريقة الهاشمية، إن أتباع الصوفية سيحتفلون بالمولد النبوى الشريف بقلوبهم وأرواحهم، وسيبعثون برسالة للعالم أهل التصوف يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الإساءة للنبى صلى الله عليه وسلم.
وتابع " الهاشمى" أن الطرق الصوفية، تحيي ذكرى المولد النبوى طوال العام فى مقراتها وساحاتها، ولايمكن حصر الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فى يوم أو شهر أو سنة بعينها، فذكرى النبى وميلاده طوال أيام العام، ما يجعل أهل التصوف ينظمون الفعاليات بشكل دائم.
من جانبه، قال أشرف عاشور شيخ الطريقة البرهامية الجديد، إن الاف سيحتفلون بالمولد النبوى الشريف فى صعيد مصر، فهذه طقوس سنوية لا يمكن إلغاءها، وبالنسبة لفيروس كورونا سيتم إتخاذ الإحتياطات اللازمة لمواجهته.
وتابع: الاحتفالات هذا العام ستختلف عن ذى قبل، ستكون بعنوان " إلا رسول الله" بعد الهجمة الشرسة للرئيس الفرنسى على رسولنا الكريم صلوات ربى عليه.
