واشنطن بوست: خطاب ماكرون عن الإسلام أثار حفيظة «الأزهر»
أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه في وقت سابق من أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عما أسماه بـ "خطة تنظيم الإسلام في فرنسا، والتي تهدف لتضييق الخناق على "الانفصالية الإسلامية"، وهو ما أدى لأزمة أعمق في باريس.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الأحداث الأخيرة أكدت الحاجة إلى قراءة إصلاحية للإسلام، ومثل هذا الإصلاح لن يتم من خلال وصم الإسلام أو المجتمعات المسلمة، كما فعل الرئيس الفرنسي، ولكن المطلوب هو تحدي المؤسسات الإسلامية لاتخاذ موقف واضح من بعض المتطرفين الذين يبررون العنف.
وأضافت أنه لم يكن من المفترض أن يكون خطاب ماكرون في الثاني من أكتوبر بمثابة انتقاد للإسلام وإنما بيانًا سياسيًا حول قمع النفوذ المتطرفين في فرنسا لمنع تحولهم إلى مجتمع "معاد للجمهورية".
ومع ذلك، فإن ملاحظة ماكرون الغريبة بأن الإسلام "يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم اليوم" حظيت على نحو غير مفاجئ بالجزء الأكبر من الاهتمام في الشرق الأوسط، كانت الاستجابة سريعة، وشجبت أصوات لا حصر لها في الشرق الأوسط وخارجها التحيز الفرنسي ضد المسلمين، سواء الآن أو خلال ماضيها الاستعماري، وحذرت من أن تصريحات ماكرون ستثير رد فعل يمينيًا متطرفًا مناهضًا للمسلمين.
وانتقد الأزهر، المرجع الديني الرائد في مصر، "خطاب الكراهية" "العنصري" لـ ماكرون الذي من شأنه "تأجيج مشاعر ملياري مسلم" حول العالم، و"يقطع الطريق أمام الحوار البناء".
وأكدت الصحيفة أن ماكرون منح الفرصة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتقليل من شأن خصمه الفرنسي بعبارات مثل "ما وراء عدم الاحترام" و"استفزاز مفتوح" و"حاكم استعماري".
وتحول ما كان من المفترض أن يكون نقاشًا حول محاربة المتطرفين في فرنسا إلى احتجاج على حديث ماكرون عن الإسلام، ضاعت أصوات المسلمين الدقيقة في الضوضاء.
وأوضحت الصحيفة أن فشل ماكرون الذريع في مواجهة مشكلة العنف باسم الإسلام جاء سريعا بعد قطع رأس مدرس في 16 أكتوبر عرض على طلابه صور كاريكاتورية تسخر من نبي الإسلام.