فضائح كلينتون.. كيف اتفق أوباما وسليماني على تأسيس ميليشيات في العراق
كشفت إحدى الرسائل لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما- عقب رفع السرية- عن العلاقة بين كلينتون وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وتضمنت الرسالة اتفاقًا بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني حول تأسيس ميليشيات في العراق على غرار الحرس الثوري الإيراني بالاتفاق مع نوري المالكي، الذي كشفت الرسائل أيضًا عن دور إدارة أوباما في تغيير نتائج الانتخابات لصالحه عام 2010.
فيما أشارت الرسائل إلى أن الولايات المتحدة قدمت الدعم للميليشيات التابعة لقاسم سليماني قبل أن تتخلص منه، وأنه وغيره كانوا من المستفيدين من دعم الولايات المتحدة المالي.
فضيحة كلينتون- سليماني ليست مفاجئة للمتتبعين المنصفين لمجرى العلاقات بين بلديهما فالتنسيق بينهما والتخطيط لاستهداف العراق والبلدان العربية يعود لبدايات التغيير الذي حصل في إيران وانتهى بعودة خميني في شباط 1979 فبعد سبعة أشهر فقط من استلامه مقاليد الحكم، شن خميني حرب الثماني سنوات ضد العراق بدعم وإسناد الإدارات الأمريكية لم تحجبها مسرحية احتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة بلدهم في طهران إذ سرعان ما كشفت فضيحة "إيران جيت" أو ما عرف بإيران كونترا التي تورط بها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ببيع أسلحة متطورة لإيران بوساطة إسرائيلية ضمن صفقة سرية شملت قطع غيار طائرات فانتوم وصواريخ من نوع "تاو" و"هوك"، استخدم ريغان أموالها للإطاحة بالنظام القائم في نيكاراجوا آنذاك.
وكانت هذه الصفقة فضيحة مزدوجة إذ أنها خرقت حظر الأمم المتحدة بيع الأسلحة لإيران، وخرقت قوانين الكونجرس الأمريكي الذي يحضر دعم المعارضة في نيكاراجوا ويحضر بيع الأسلحة لإيران في آن واحد، واللافت أن عراب هذه الصفقة كان جورج بوش الأب الذي كان بمنصب نائب الرئيس.
دعمت ميليشياته في العراق ثم تخلصت منه.
نشر الكاتب زاك كوبلين مقالًا في مجلة "ذي نيوريبابليك"، قال فيه إن الولايات المتحدة قدمت الدعم للميليشيات التابعة لقاسم سليماني قبل أن تتخلص منه، وأنه وغيره كانوا من المستفيدين من دعم الولايات المتحدة المالي.
ويقول الكاتب إنه بنى استنتاجه بعد عامين من التحقيق في العمليات العسكرية الأمريكية في العراق، وعن تعاملها المزدوج يقول الكاتب إن الولايات المتحدة التي قاتلت قوات الصدر كانت تمولها في الوقت ذاته بالإشارة لـ"جيش المهدي".
ويورد الكاتب في مقاله الذي تناقلته صحف ومواقع عربية مثالًا لهذا الدعم عن شركة "آفاق أم قصر للخدمات البحرية"، ويصفها بأنها مجموعة من الشركات الوهمية بناها أصحاب مصالح على علاقة بنوري المالكي وقواته الأمنية، مضيفًا أن آفاق أبرمت عقودًا مع شركات أمريكية، بما فيها "ساليبورت" و"أس أو أس إنترناشونال"، التي كانت تعمل في القواعد العسكرية العراقية.
ودفعت آفاق فيما بعد رشاوى لمسئولين حكوميين لمنح الشركات الأمريكية الحقوق الحصرية في هذه القواعد وعقود البنتاجون التي جاءت معها مقابل اقتطاع حصة من هذه العقود لصالحها، إضافة لحصة الميليشيات من هذه الأموال وصلتها عن طريق الشركة.