«خفف الأحمال».. المستفيدون من إعفاء التضامن والتعليم يتحدثون لـ«الدستور»
لم يكن 2017 عام ذوي الإعاقة فقط، فبالرغم من أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن فيه أنه سيكون عامهم الأول، إلا إن تبعات هذا القرار لازالت مستمرة إلى الآن رغم مرور 3 سنوات عن العام الذي خصصه الرئيس لهم.
وحصد بالفعل ذوي الإعاقة امتيازات وتسهيلات كثيرة خلال تلك الأعوام سهلت عليهم حياتهم، ومازالت مستمرة إلى الآن في كثير من القطاعات من أجل توفير حياة كريمة لهم، باستثنائهم من كثير من القرارات التي تبطقها الدولة على الأشخاص الأصحاء.
وآخر تلك التسهيلات التي ربما لن تكون آخرها، ما أعلنته وزارة التربية التعليم، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، من أجل إعفاء الطلاب غير قادرين وذوي الإعاقة من المصاريف المدرسية ضمن مبادرة حياة كريمة.
وعن كيفية اختيار المستحقين من ذوي الإعاقة أعلنت المديرية أنه يوجد بالعاصمة 38 وحدة تابعة لتضامن الاجتماعي تعمل على اختيار الحالات غير قادرة، ثم يتم تشكيل لجنة لفحص الطلبات واختيار المستحقين كافة سواء ذوي إعاقة أو أبناء ذوي الإعاقة.
ليس ذلك فحسب، لكن تتحمل وزارة التعليم مصاريف الدراسة لأكثر من ألفين جنيه مع تقديم 2000 لاب توب هدية للطلاب من ذوى الإعاقة البصرية وألفين سماعة لذوي الإعاقة السمعية، فضلًا عن تقديم 10 آلاف شنطة مدرسية لأبناء الأسر الأولى بالرعاية مجانًا.
سيد عبدالخالق، أحد أولياء أمور ذوي الإعاقة، والذي تؤهله إعاقته لأن يدرس في مدارس حكومية عادية وليس مدارس دمج، إذ يعاني من ضمور بسيط في الساقين وليس شلل أطفال، التحق بالمرحلة الابتدائية وأتمها على أكمل وجه، والعام الحالي يستعد للمرحلة الإعدادية.
وقال والده عن قرار الإعفاء: «مصاريف رعاية ذوي الإعاقة غالية للغاية، فهم يحتاجون علاج وأدوية طوال الشهر، إلى جانب جلسات العلاج الطبيعي مرتفعة الثمن، لكن جاء قرار إعفائهم من المصاريف الدراسية يخفف عنا أحد الأحمال».
وأضاف: «أنا أعول أسرة متوسطة الحال ولدي 5 أبناء وابني من ذوي الإعاقة نفسه بعد مرحلة الإعدادية يدخل المدرسة الثانوية الصناعية قسم زخرفة، عشان عنده موهبة في الرسم والخط وعشان ظروفي المادية مش هتسمح بالتعليم الجامعي».
ولم يختلف الحال مع أمينة محمود، وتعول فتاة تعاني من إعاقة في وجهها (العصب السابع)، لكن بنسبة بسيطة، لذلك لم تدخلها إحدى مدارس الدمج، وأرادت أن تدخلها مدارس حكومية عادية حتى لا تشعر باختلاف عن باقي أقرانها.
وأوضحت أن ابنتها بسبب التحاقها بمدرسة حكومية عادية، وعدم دخولها مدارس الدمج لابد أن تدفع مصاريف الدراسة، إلا أن قرار الإعفاء جعلها تقرر أن تكمل ابنتها الدراسة حتى النهاية؛ بسبب تخفيف الأعباء المادية عليها بإعفائها من المصاريف.
واختتمت: «نريد أن يخرج قرار من التعليم العالي مشابه لقرار التربية والتعليم بإعفاء ذوي الإعاقة وأبنائهم من مصاريف الدراسة، حتى يتسنى لهم استكمال تعليمهم بشكل مريح، ودخول كليات جامعية من اختيارهم مثل باقي أقرانهم».
ويحكم ذوي الإعاقة 11 مادة في دستور 2014 منها المادة 53 التي تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة لا تمييز بينهم، كما يشكل ذوي الإعاقة نسبة 10.67% من إجمالي عدد السكان بدءًا من 5 سنوات فأكثر.
ويزيد عدد المعاقين بالحضر عن الريف، حيث تمثل نسبة ذوى الإعاقة في حضر الجمهورية 12.2% من العدد الإجمالى للسكان 5 سنوات فأكثر، مقابل 9.71% بالريف، وعلى مستوى المحافظات، تحتل محافظة المنيا، المركز الأول، من حيث ارتفاع أعداد المعاقين بها من إجمالي عدد سكان المحافظة، إذ تبلغ نسبة ذوى الإعاقة فى المنيا 3.14 %.