حرمت إسرائيل من معرفة التحركات.. صاحب الشفرة النوبية في حرب أكتوبر
كانت عقيدة من حديد وعقل من ذهب، هذا هو الوصف الأدق الذي يصف حرب العزة والكرامة في 6 أكتوبر 1973، لنكتشف بعد سنوات طويلة من الكتمان والسرية، أن اللغة التي استخدمت كشفرة في حرب السادس من أكتوبر هي لغة أهل النوبة، ويكشف صاحب تلك الفكرة الذهبية الصول بالجيش المصري "أحمد محمد أحمد إدريس"،عن هذا السر بعد سنين طويلة من كتمانه بأوامر من الرئيس الشهيد أنور السادات في لقاء تلفزيوني مع قناة العربية.
وقال "إدريس" إنه علم بالصدفة أن قادته يبحثون عن طريقة لاستخدامها كشفرة لتضليل الجيش الإسرائيلي والتي كانت بمثابة أزمة أمام نجاح خطة الجيش المصري ليعرض، "إدريس" الفكرة على أحد قادته، موضحًا لقائده أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ولا يفهمها أي شخص غيرهم بالعالم، كما أنها لا تكتب وغير موجودة في القواميس ولهذا لم تعرف بها إسرائيل ولم تكن مُسجلة لذلك عجزت عن التقاطها وفك غموض كلماتها ومعرفة معانيها.
وسرعان ما عرض قائد الصول "إدريس" الفكرة على الرئيس الشهيد أنور السادات، والذي وافق عليها عليها مطالبًا بمقابلة إدريس صاحب الفكرة، والذي قال:"فوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي، ووصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف، نظرا لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر وأنه شعر بخوفي وارتجافي".
وتابع وجه السادات لي الحديث قائلًا:" فكرتك رائعة يا إدريس ولكن كيف ستنفذ؟"، فرددت قائلا"لازم يكون هناك جنود يتحدثون باللغة النوبية، وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964 لأنهم لا يجيدون اللغة"، وأوضح:" أنهم متوفرون بقوات حرس الحدود، مشيرًا إلى أنه علمت أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجندا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات"
و أكمل الصول حديثه بأن السادات أمره بعدم الإفصاح عن السر، وإلا سيكون ثمنها حياتها ليمتد السر لسنين طويلة "، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994، وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات".