صفاء عبدالمنعم: عبدالناصر لن يُنسى أبدًا
نصف قرن على الرحيل لكنه ما زال باقيًا في الوعي الجمعي المصري٬ ما زالت صوره تزين حوائط بيوت ومحلات المصريين٬ حتى من اختلفوا معه أو مع سياساته ما زالوا يحملون له الود والمحبة. إنه الزعيم جمال عبدالناصر والذي يمر اليوم خمسون عامًا على مفارقته عالمنا. حول حضور "ناصر" رغم غياب الجسد٬ ولماذا هذا الوهج لا يزال ساريًا حتى الآن. قالت الكاتبة صفاء عبدالمنعم: الرئيس جمال عبدالناصر لن ينسى أبدًا لأسباب كثيرة. أولًا: كان زعيمًا وطنيًّا ولا خلاف على ذلك. ثانيًا: كان رجلًا شريفًا وغير فاسد عن حق.
ثالثًا: كان لديه أحلام كثيرة، حقق بعضها والبعض الآخر لم يتحقق، ربما لأسباب خارجة عن إرادته هو، مثل الوحدة العربية، والقومية العربية، والحلم الكبير فى أن يكون للعرب قوة لا يستهان بها.
وأوضحت، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": كون أن الوحدة العربية بين مصر وسوريا لم تحقق أهدافها، فربما يكون العيب فى التطبيق وليس فى الفكرة.
رابعًا: يعتبر الرئيس (الزعيم) جمال عبدالناصر هو الرجل الثالث فى مصر، والذى أقام حضارة مثلما فعل محمد على والخديو إسماعيل من مشاريع نهضوية واهتمام كبير بمصر ليست كأرض أو كشعب فقط ولكن ككيان له ثقل وتاريخ عميق وقوى من الحضارة والتحضر.
أما بناء السد فكان مشروعًا قوميًّا، وقد أثبت نجاحه على مر السنوات السابقة، وقد جاءت سنوات انخفص فيها منسوب الفيضان، وكانت مصر تأخذ مما ادخرته خلف السد، فهو لا يحمى من الفيضان فقط، ولكنه يحمي من الجفاف أيضًا.
وفكرة أن هناك بعض الآراء أو بعض الشخصيات لديها بعض التحفظات على المشروع الناصرى. فعبدالناصر فى النهاية إنسان له ما له من أفكار ومشروعات وانحيازه الكامل للفقراء هذا لا عيب فيه.
فى عهد عبدالناصر كان هناك حلم كبير ومهم لا أحد ينكر ذلك، ولذا تم كسر هذا الحلم فى عام 1967 وهى هزيمة ونعترف بذلك، وانكسار لا ننكره، ولكن ظلت صورة عبدالناصر فى قلوب المصريين، كما كان حب مصر وشعبها كبيرًا فى قلبه، فهو زعيم وبطل ووطنى ورجل شريف، أقام مشاريع مهمة، ورحمه الله رحمة واسعة.
وكما قال الشاعر(يا جمال يا حابيب الملايين) فهى جملة بجد عن حق وقناعة ثابتة ودائمة ومستمرة.