كاتب تركي: عثمانية أردوغان الجديدة تهدد أنقرة وتقامر بمستقبل الشعب
قال الكاتب التركي "تالميز أحمد"، عبر مقاله على صحيفة "آراب نيوز" إن العثمانية الجديدة التي يسعى لها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعد مقامرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لتركيا.
وتابع أن الوجود العسكري التركي في الشرق الأوسط أصبح ثقيلا للغاية.. في سوريا شنت القوات التركية ٤ عمليات اقتحام عسكرية عبر الحدود البالغ طولها 900 كيلومتر بين البلدين منذ عام 2016، وهي الآن راسخة بقوة في شمال وشمال شرق الجارة.
وأضاف: "وفي العراق، تشن هجمات جوية متكررة على مواقع يسيطر عليها الأكراد، وتحتل حاليا مناطق تصل إلى 30 كيلومترًا داخل البلاد، بالإضافة إلى نشر قواتها في أجزاء أخرى من المنطقة والتورط في عدد من الأزمات الإقليمية الإفريقية الأخرى".
وأوضح أن تركيا قد تجد نفسها قريبًا بلا حليف، وقد تخرج مواجهاتها العسكرية في المنطقة عن السيطرة.
وأشار إلى أن النشاط الدبلوماسي والعسكري التركي في قلق كبير في الشرق الأوسط وخارجه، وتنظر مصر ومعظم دول الخليج العربي إلى تركيا على أنها تهديد سياسي وأيديولوجي بسبب دعمها العلني الإخوان، وميلها إلى استخدام القوة لتحقيق مصالحها، كما أن تركيا خسرت صداقتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأكد الكاتب أن المراقبين يعتقدون أن السياسة الخارجية لرجب طيب أردوغان هي تعبير عن العثمانية الجديدة، والسعي وراء وجود تركي في الأراضي التي كانت في السابق جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، مع الاحتفال بمجد وإنجازات الإمبراطورية في الداخل، وتابع: "تميل العثمانية الجديدة للقوميين الأتراك الذين ينتمون إلى طيف واسع: من الإسلاميين المتشددين إلى القوميين العلمانيين المتطرفين، لا سيما في القوات المسلحة، فالعثمانية الجديدة تتحدى النظام الذي أسسه كمال أتاتورك الذي عرف تركيا منذ أكثر من قرن على أنها أمة غربية ترفض ماضيها العثماني، وهي علمانية بشدة".
وأضاف: "منتقدو أردوغان يقولون إن الدوافع الرئيسية لعثمانيته الجديدة هي اعتبارات محلية، مثل حشد الدعم المحلي وسط صعوبات اقتصادية شديدة، وتعزيز صورة أردوغان بشكل عام كرجل دولة ذي مكانة عالمية، ولكنه بهذا الشكل يقامر بشعبه ومستقبله".