فيضان النيل.. خطة الدولة للتعامل مع أراضى طرح النهر
انتشرت أخبار وتحذيرات خلال الفترة الماضية عن احتمالية حدوث فيضان لنهر النيل في مصر، واستعدت الحكومة لمواجهة ارتفاع منسوب المياه خاصة في المناطق المحيطة بفرعي النيل المتجه إلى مدينتي دمياط وررشيد، مصبي النهر في البحر المتوسط.
وعُقد اليوم اجتماع عاجل مع القيادات التنفيذية بوزارة الموارد المائية والري ورؤساء الإدارات المركزية للجهات والهيئات المختلفة بالمحافظات، لمتابعة الموقف المائي وآلية التعامل مع موسم الفيضان الحالي والاستعدادات لموسم الأمطار والسيول، للتأكيد على اتخاذ كل الاستعدادت الاحتياطية للتعامل مع ارتفاع منسوب نهر النيل وإنقاذ الأهالي والأراضي طرح النهر.
في يوم 20 من الشهر الجاري أصدر محافظ البحيرة كتابًا دوريًا إلى الوحدات المحلية بالمحافظة، يفيد بوجوب تطبيق الإجراءات اللازمة بالتزامن مع احتمال ارتفاع مناسيب المياه في فرع رشيد وغمر أراضي طرح النهر المحصورة، وحث المواطنين على إزالة المزروعات الخاصة بهم وأي شيء يمكن أن يتعرض للتلف نتيجة غمر تلك المناطق بمياه النيل، وتم إرساله إلى مدن كوم حمادة وإيتاي البارود وشبراخيت والرحمانية والمحمودية.
محمد باسط، مزارع في إحدى محافظات الدلتا، قال إن مصر لم تتعرض لفيضان نهر النيل منذ سنوات طويلة، خاصةً بعد بناء السد العالي الذي حفظ أراضيهم وبيوتهم من دمار الفيضان، وتبدل الحال بعد بناء السد إلى تخزين المياه الزائدة عن الحاجة خلفه.
ويضيف «باسط»: «معظم الفلاحين وأصحاب الأراضي هنا حذرون، وبدأنا نأخد كل احتياطاتنا لاحتمالية ارتفاع مناسيب المياه زيادة عن الحد، لو جيه فيضان فعلا هيدمر كل الأراضي والبيوت في الدلتا».
أما علي أبوعوف، أحد أصحاب الأراضي في الدلتا، أوضح أن أي فيضان يدمر أي منطقة أو أي أرض يضربها، لا سيما الأراضي الزراعية التي إذا غمرتها المياه بشكل زائد عن احتياجها يُفسد المحصول كله في الحال.
وتابع «عوف» أنه في الأيام العادية إذا تم غمر الأراضي الزراعية بالمياه فيتم تصريف المياه الزائدة من خلال الترع والمصارف، حفاظًا على المحصول من أن يتلف، ولكن إذا وصل الحد إلى درجة الفيضان فهنا يجب على الدولة أن تتدخل وتنقذ الأراضي حال حدوث ذلك.
من ناحيته وجه محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري في مصر، بنشر تحذيرات بشأن فيضان نهر النيل خلال هذه الأيام في مختلف المحافظات في الجمهورية، لا سيما في مناطق الدلتا لوجود احتمالية أكبر لتعرض أراضي طرح النهر بها للغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه النيل.
كما أضاف وزير الموارد المائية والري في مصر أنه يُجرى العمل الآن على حصر جميع المباني طرح النهر المخالفة، لبدء اتخاذ الاستعدادات اللازمة لإخلائها وحماية أسرها من خطر ارتفاع المناسيب الذي قد يضرب الجزر النيلية.
عادةً ما يبدأ فيضان نهر النيل في شهر أغسطس حتى أكتوبر من كل عام، وقد وصل حجم ارتفاع فيضان النيل في دولة السودان إلى 181 مترًا في سابقة هى الأولى من نوعها.