«قتلة المصلين».. «مذبحة الروضة» تفضح متاجرة «الإرهابية» بحرمة المساجد
«مَن منّا ينسى ما حدث في مسجد الروضة الكائن ببئر العبد في شمال سيناء، فيَوم الجمعة 2014 نوفمبر 2017، شهدت مصر حادث دموي لم يكن له مثيل في تاريخها القديم أو المعاصر، حيث استهدفت جماعة الإخوان وأنصارها من التنظيمات الموالية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي مسجد الروضة أسفر عن استشهاد 305 بينهم 27 طفلًا، فضلًا عن عدد من كبار السن تجاوز الستين و128 مصابًا.
الهدف من المذبحة الدموية سفك دماء وبث الرعب في قلوب سكان محافظتي شمال وجنوب سيناء؛ تمهيدًا لتنفيذ مخطط إخواني يقضي باستِيطانها من قبل الجماعات الموالية لها، وهو طريق قطعته عليهم السلطات المصرية وجيشها.
بدأت التحقيقات تدريجيًا في كشف هوية الإرهابيين الذين استهدفوا المصلين، ومنها تم العثور على فتاوى كان قد أطلقها بعض قادة الجماعة الإرهابية، أباحت استهداف المساجد الصوفية في مصر، من بين هؤلاء كان القيادي الداعشي أبو مصعب المصري الذي هدّد باستهداف 3 مساجد للصوفيّة في مصر منها مسجد الروضة، حيث هدد أمير الحسبة بولاية سيناء المكنّى بأبي مصعب المصري في 7 ديسمبر 2016 في حوار مع مجلة "النبأ" التابعة للتنظيم الإرهابي باستهداف 3 مساجد للصوفيّة: مسجد الروضة في سيناء الذي شهد المجزرة البشعة، زاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود في الشرقية، كما هدّد باستهداف الزوايا التابعة للطريقة الجريرية الصوفية، وزوايا أخرى تابعة للطائفة الأحمدية بسيناء، لكن الدولة المصرية أفشلت كل هذه المخططات بالكامل.
• «داعش» تفضح أبو مصعب: يتبع جماعة الإخوان
ونشر تنظيم داعش ولاية سيناء صورًا كثيرة لأبو مصعب اتضح بعد البحث عنه أنّه الشاب المصري محمد مجدي الضلعي، الذي زعمت جماعة الإخوان أنّه مختفي قسريًا منذ عام 2015، وهو من العناصر التابعة للجماعة ومن مواليد مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ.
وفي إصدار مرئي لتنظيم داعش يسمى "نور الشريعة" بثه في مارس 2017 هدد الضلعي الصّوفيين وقياداتهم وأمهلهم مدة زمنية للاستتابة، معتبرًا أنّهم مشركون، لأنّهم يتبعون مشايخ طرقهم، ويطيعونهم طاعة عمياء، ويتبركون بالأضرحة، وخصّ بالتهديد الطريقة الأحمدية السيناوية، والطريقة الجريرية.
التحقيقات فى ذلك الحادث الإرهابي الغاشم كشفت عن اللحظات القاسية التي مرّ بها المصلون داخل مسجد الروضة التى تمثلت فى إطلاق أعيرة نارية على المصلين بشكل عشوائى واستهدافهم، ما أدى إلى محاولة هروب المتواجدين فى المسجد من عمليات الاغتيال من خلال اللجوء لنوافذ المسجد والباب الرئيسي له، فضلًا عن محاولة اختباء البعض عند المنبر للهروب من أعين الإرهابيين.
• مساجدنا مصانة
بعد مرور نحو 3 سنوات على الحادث الدموي، نسى الإخوان جرائمهم ويحاولون الآن قلب الآية فروجت الجماعة الإرهابية على مدار الأسابيع الماضية عبر منصّاتها الإلكترونية وقنواتها في الدوحة واسطنبول، شائعات عن هدم الحكومة المصرية للمَساجد، مستخدمة فيديوهات من أحداث الحرب في سوريا والعراق لنشر أكاذيبهم المستمرة، ويبدو أنهم نسوا أن حرمة الدماء مقدمة على حرمة المساجد، ما دفع وزير الأوقاف محمد مختار جمعة للرد على مزاعم الجماعة في أكثر من مناسبة.
وأوضحت الحكومة أنه أثناء تنفيذ مشروع محور تنمية المحمودية أُزيل 30 مسجد وتم بناء غيرهم بصورة شرعية غير مخالفة، وعلى العكس تمامًا حيث أكد رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف جابر طايع أن ما تدعيه القنوات والمنصات الإعلامية المغرضة في الخارج حول هدم الحكومة دور العبادة "كذب ومحض افتراء"، موضّحًا أن مصر تمضي قدما في بنائها.
وأوضح أن مصر تنفيذ شبكة طرق ومحاور جديدة ضمن مشروعاتها القومية، في أكثر من محافظة للنفع العام، وخلال فتح شرايين جديدة للمشروعات تعترضها مساجد مخالفة، جرى إنشاؤها بشكل عشوائي قبل 2010، سواء على أراضي الري أو بجوار السكك الحديدية، بشكل يعيق المشروعات التي تعود بالنفع على المصريين.
طايع قال إنه تم تجديده وصيانة 3600 مسجد خلال الفترة الأخيرة، لافتًا إلى أن هناك 314 مستجدًا يجري افتتاحها خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، و121 مسجدًا جرى تجديدها على نفقة وزارة الأوقاف، و193 مسجدًا بالجهود الذاتية لأهل الخير.