ما بين ثقافة التغيير وفكر التدمير
حسنًا ما قامت به معظم وسائل الإعلام من تجاهل تلك الدعوات الساذجة من شراذم تلك الجماعة الممجوجة للبسطاء من أبناء الشعب المصرى للقيام بأى تظاهرات أو وقفات احتجاجية، حيث أثبت المواطن المصرى أنه قد وصل إلى مرحلة متقدمة من الوعى والانتماء تجعله قادرًا على التفرقة بين ما تقوم به الدولة من تغيير جذرى فى معظم مناحى الحياة صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وكذلك فى البنية الأساسية والعمرانية للقضاء على العشوائيات والأمراض، وتوفر له الحياة الكريمة التى يستحقها.
رغم تلك المعاناة التى نتعرض لها جميعًا فى ظروف المعيشة وارتفاع الأسعار ومواجهة الفساد، والتى من الممكن أن نطلق عليها مرحلة مخاض تحتاج إلى تنمية ثقافة التغيير لنخرج بعدها إلى حياة أفضل بإذن الله، وبين ما تحاول أن تقوم به قيادات جماعة الإخوان الإرهابية من تدمير المجتمع بأى صورة من الصور، خاصة على ضوء تلك المرحلة من الضعف التى تمر بها تلك الجماعة نتيجة ما ظهر داخلها من صراعات وتصادمات وفساد مالى وإدارى بين إخوان الداخل والخارج، خاصة بعد وقوع الإخوانى محمود عزت فى يد الأمن، سيكون ضحيتها العديد من شباب الجماعة الذين يعانون من ضغوط مادية وملاحقات أمنية لا تستطيع معها قياداتهم حمايتهم أو توفير الأمن لهم.
لقد أصبحنا نتابع فى الآونة الأخيرة بشكل مستمر افتتاحات وإنجازات جديدة على الأصعدة كافة تتحقق على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها أو عدم الإشارة إليها، وبطبيعة الحال فإنه ليس من الضرورى أن تلك الإنجازات قد تحقق الرضا العام لجميع أطياف الشعب المصرى، بل إن تحقيقها قد يترتب عليه تقديم تنازلات من قطاع أو أكثر من أبناء هذا الشعب، وأيضًا قد يترتب عليه إعطاء الفرصة لأهل الشر الرافضين لهذا التغيير الإيجابى لبث سموم كراهيتهم داخل النفوس إزكاءً لفكرة رفض التغيير حتى ولو ترتب على ذلك تدمير المجتمع والعودة به إلى النقطة الصفرية.. وهنا يجد صاحب القرار نفسه بين أحد خيارين، إما أن يعمل لتحقيق المصلحة العليا للوطن وإما أن يعمل لتحقيق مكتسبات الرضا الاجتماعى واكتساب الشعبية.
إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان دائمًا منحازًا للاختيار الأول، اقتناعًا منه أن الشعب سوف يتأكد من صحة تلك الرؤية، وهذا التوجه ولعل صمود الوضع الاقتصادى فى مصر أثناء ذلك الهجوم الشرس لفيروس كورونا كان إحدى نتائج تصميم الرئيس على اختيار الطريق الصعب ليحقق ذلك النجاح فى استقرار الأوضاع الداخلية دون أن يشعر المواطن المصرى بأى أزمة أو صعوبة فى مواجهة ما نتج عن انتشار هذا الفيروس اللعين فى معظم محافظات مصر.
كان من الممكن أن يكتفى الرئيس بما حققه من إنقاذ الوطن من أخطار الفوضى والإرهاب الذى ضرب المنطقة بأسرها لتخرج مصر بأقل الخسائر آمنة مستقرة، ولكنه استمر فى مسيرته ومعاركه التى كانت تهدف إلى الخلاص من الفاشية الدينية وخنادق الإرهاب والفوضى لينطلق بعدها إلى معارك أخرى لا تقل أهمية، بل إنها سوف تكون درعًا واقية لأبناء الشعب المصرى من العودة إلى غياهب الفكر الضال المضلل، ورسم مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا، وذلك عندما بدأ معارك البناء والإصلاح على كل الأصعدة والمستويات لتحقيق الحلم المعقود عليه منذ أن استدعاه الشعب ليتحمل مسئوليته فى أصعب الظروف التى مرت بالبلاد بعد عواصف الفوضى التى ضربت البلاد بعد أحداث يناير ٢٠١١، وقد صادف ذلك العديد من المتاعب والصعاب التى لا يمكن إنكارها فى مفردات فاتورة الإصلاح والبناء، إلا أن سيادته ظل صامدًا واثقًا مستندًا إلى رهانه فى ثقة الشعب المصرى فى نواياه وإخلاصه وقدرته على استكمال مسيرة البناء والتنمية.
بطبيعة الحال فإن هذا التغيير الإيجابى الذى تشهده البلاد ويشهد به العالم بأسره سوف يواجه بحملات تشاؤم وتشكيك وشائعات مغرضة من تلك الأبواق المأجورة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى تبث سمومها عبر قنوات فضائية يتم تمويلها من أجهزة ودول معادية لنا، خاصة أن الجماعة تمر حاليًا بأضعف مراحلها منذ نشأتها عام ١٩٢٨ نتيجة تلك الضربات الأمنية المتلاحقة، وكذلك الوعى الشعبى الذى أسقط حكم تلك العصابة بعد عام واحد من الاستيلاء على الدولة المصرية، وبالتالى لم يعد أمامهم سوى اللجوء إلى ذلك الإعلام الكاذب الذى يقوم على تصيد المواقف والعبارات والتشكيك فى جدوى تلك المشروعات العملاقة، سواء فيما يتعلق بتمويلها أو استكمالها، وعندما تنجح تلك المشروعات يستمرون فى الإعراب عن تخوفهم من انهيارها أو حدوث انعكاسات سلبية على الشعب المصرى بصفة عامة والبسطاء والشباب منه بصفة خاصة.
تلك هى وسيلتهم لمواجهة التغيير، خاصة أننا شعب دائمًا ما يركن إلى الاستقرار وقبول الأمر الواقع والتكيف معه، وبالتالى فإن إرادة التغيير أحيانًا قد لا تكون محل اهتمام فئات كثيرة من أبناء الشعب المصرى.. إنهم يتمنون دائمًا لنا الفشل والخراب والتدمير، ولكن ما زال رهان الرئيس على شعبه قائمًا حتى وإن واجهته بعض الصعوبات، ولكن من المؤكد أن أى نجاح لا بد أن تصاحبه تضحيات وصعاب حتى نتمكن من العبور إلى مستقبل مشرق للأجيال القادمة بإذن الله.
وتحيا مصر.