وعى المصريين وإفلاس الجماعة.. خبراء يكشفون أسباب فشل دعوات «الإرهابية»
أكد عدد من الخبراء والسياسيين، أن فشل دعوة التظاهر التي دعا إليها المقاول الهارب محمد علي من الخارج، نتيجة حتمية وضربة جديدة قاصمة لجماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الدولي، مشيرين إلى أن "المقاول" أصبح كارتا محروقا وأن وعي المصريين كان صاحب سقوط كل الدعوات التي تمت في السابق.
وشدد الخبراء لـ«الدستور»، على أن وعي الشعب وقدرته على التفرقة بين الدعوات التي تدعو للبناء والتقدم والدعوات التحريضية التي تستهدف إثارة الفوضى والبلبلة في الشارع المصري، السبب الرئيسي في فشل تلك الدعوات.
وقال اللواء يحيي الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن فشل دعوات التظاهر التي دعا إليها الهارب المقاول محمد علي من الخارج، كانت نتيجة حتمية لما وصلت إليه جماعة الإخوان من تخاذل وفشل وضعف، مشيرا إلى أن تكرارها سيناريو التظاهر دليل قاطع على الإفلاس الذي أصبحت تعانيه نتيجة التخبطات التي تعرضت لها من قبل النظام المصري والأجهزة الأمنية التي وجهت لها عددا من الضربات المتلاحقة أودت بها إلى الهلاك.
ولفت الكدواني إلى أن فشل عملية التظاهر له العديد من الأساب، من بينها وعي الشعب وقدرته على التفرقة بين الدعوات التي تدعو للبناء والتقدم والدعوات التحريضية التي تستهدف إثارة الفوضى والبلبلة في الشارع المصري، مشيرا إلى أن كل الدعوات باءت بالفشل نتيجة استمرار الجماعة بغبائها على نفس السيناريوهات التي لم يعد لها أي قبول أو صدى أو استجابة من قبل المواطنين على أرض الواقع.
وأوضح أن الشعب المصري سيقف خلف قيادته السياسية، وبوعيه سيستطيع استكمال خطوات ومراحل التنمية والبناء والتشييد، منوها إلى أن الإخوان لعبوا على إثارة قانون التصالح وخلق حالة من الضغينة والحقد والكراهية في نفوس المواطنين، كما أن فشل التظاهرات التي دعت إليها الجماعة نتيجة حتمية لانتصار القيادة السياسية في توجيه ضربات للمشككين في إنجازات الدولة، وتوجيه رسائل تحذيرية لتلك الجماعات بعدم الاقتراب من مصر أو المساس بأمن واستقرار شعبها، أو توقف الدولة عن مسيرتها نحو البناء والتنمية.
من جهته، وصف النائب جون طلعت، عضو مجلس النواب، دعوات التظاهر في 20 سبتمبر، التي دعا لها المقاول الهارب محمد على بـ«الهزلية والمدفوعة» من الخارج لتحقيق أغراض الجماعات الإرهابية، مؤكدًا: باءت بالفشل وانتصر الشعب على تلك الجماعات المأجورة.
وقال جون، إن الضربات الأمنية التي تلقتها جماعة الإخوان مؤخرا وآخرها إلقاء القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، أفقدهم عقلهم ودفعهم للبحث عن أي تحرك لإحداث حالة من الاضطرابات داخل مصر، ووفقا لهذا تمت الدعوة للتظاهر في 20 سبتمبر، مبديًا اندهاشه من أن هذه الدعوة سبق أن تم تكرارها العام الماضى وفشلت، وفى الأعوام السابقة تمت الدعوة إلى أحداث مماثلة وفشلت أيضا، وهو ما يثبت أن التظاهر في حد ذاته والصدام مع الأجهزة الأمنية بات هو الهدف لديهم، وليس أي شىء آخر.
وأكد جون أن أقصى ما يتمناه أصحاب هذه الدعوات هو التقاط صورة لبضع أفراد من المتظاهرين ووضعها داخل بؤرة الضوء أو أن ينتهى اليوم بإلقاء القبض على عدد من المتظاهرين، واصفا هذه الأهداف بالرخيصة والتي تحمل سوء نية تجاه الوطن وأبنائه.
وحذر جون من الاستجابة لهذه الدعوات قائلا: «أصحاب هذه الدعوات يعيشون خارج مصر في قصور وينعمون بالدولارات والمخصصات المالية الضخمة ولن يفرق معهم أن يتم إلقاء القبض على أي مصرى الذي سيصبح في هذه الحالة هو الضحية التي لن تجد أحدا ينظر إليها».
من جهته، قال إبراهيم ربيع، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن فشل تلك الدعوات ضربة جديدة للجماعات الإرهابية والتنظيم الدولي، فكانوا على أمل كبير فى أن الناس ستنتفض ضد قانون التصالح في مخالفات البناء، ففي الوقت الذين دعوا فيه المواطنين للنزول في الشارع والتظاهر، كان المواطنون في المكاتب الهندسية الاستشارية والوحدات المحلية لتقديم إجراءات التصالح في المخالفات، ما يعكس عدم وجود أي إشارة أو لافتة بوجود استجابة أو مجرد إعطاء اهتمام لهؤلاء الرعاع، الذين يعيشون على الدمار والدماء والفوضى، فهم لا يعرفون أي نظام، وكافة القواعد التي وضعوها كانت بهدف تحقيق مصالحهم الدنيئة التي يريدون الوصول لها وهي تدمير مفاصل الدولة المصرية، وتفكيك مؤسساتها والإطاحة بقيادتها السياسية على أمل وحلم بعيد ومستحيل بعودتهم للمشهد مرة أخرى.
من جهته، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الإخوان لا يوجد لديهم ما يستطيعون أن يقدموه للناس، وبالتالي هم يدفعون للتظاهر بهدف نشر الفوضى، وهذا دليل على الإفلاس الحقيقي الذي يعانيه التنظيم الإرهابي، ففشل هذه التظاهرات وعدم إحداث أي حالة من الاهتمام أو إعطائها أي مساحة للتداول في الشارع نتيجة حتمية قاسية للجماعة تحاول تداركها.
وأكد أديب أن المواطنين أدركوا حقيقة الإخوان وأدركوا حقيقة هذه التظاهرات التي تتم الدعوة إليها بين الوقت والآخر، كما أدركوا أن الدولة المصرية وحكومتها نجحوا في تحقيق ما يمكن أن نسميه بالاستقرار السياسي والاقتصادي، وبناء مشروعات تنموية وقومية تأخذ البلاد إلى الأمام.
ولفت إلى أن هؤلاء الإرهابيين يريدون هدم هذه المشروعات والتقليل من حجم النجاحات التي نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة السياسية في إتمامها في وقت قصير، فالتنظيم الدولي وجماعة الإخوان يمارسون سياسة الانتقام ضد الدولة وضد الحكومة وضد المجتمع المصري الذي ثار على الإخوان في 2013، لا سيما بعد الضربات الأمنية المتلاحقة التي وجهها إليها النظام المصري والأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة، والتي خلقت لديهم حالة من الحقد والغضب والثورة ضد النظام والمصريين.
وتابع: "كل هذه الأسباب كان نتيجتها فضل تلك الدعوة، وزيادة تمسك الناس بالدولة ومؤسساتها، فالجماعة تحاول نشر الفوضى ومحاولة كسر الدولة عبر هذه التظاهرات التي في النهاية الهدف منها الانتقام من الدولة وأجهزتها والمصريين الذين ثاروا على الإخوان 2013".
وأضاف أن رهان الإخوان خاسر من منطلقين أحدهما يرتبط بفقدان الثقة فيهم وفي أي تحرك من طرفهم، خاصة أنهم يدفعون ضريبة التحرك السابق في يناير 2011 اقتصاديا، والمنطلق الثاني يرتبط فيما يلمسه الناس من بناء حقيقي للدولة على أكثر من مستوى في ظل تحديات محلية وإقليمية ودولية.
وأكد أن المصريين أمامهم معركة الوعي والتنمية من أجل الخروج من النفق المظلم، ومواجهة دعاة الخروج على الدولة، ولعل فكرة الوعي هي الأهم في المعركة الحالية.
من جهته، أكد سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، والقيادي الإخواني المنشق، أن فشل دعوات التظاهر التي دعا إليها المقاول الهارب محمد علي من الخارج، ضربة قاصمة للتنظيم، واستهدف هذا الفشل توصيل عدة رسائل للتنظيم بأن الدولة المصرية لن تعود للوراء مرة أخرى، ولن تلقي أي اهتمام لهؤلاء المغرضين والمشككين في الدولة المصرية وإنجازاتها.
وأكد عيد، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن هذه الدعوة لا قيمة أو فائدة منها، فهي دعوة تكرارية من كم الدعوات التي دعا إليها الهارب محمد علي، وكان من المؤكد عدم إحداث أي قبول لها بالشارع المصري، مما يعني وجود حالة من الإفلاس الكبير داخل التنظيم جعله يعيد تقديم مخططاته بنفس الآليات والأدوات مما يشكل نتيجة حتمية وهي سقوط التنظيم، نتيجة افتقاره لأي أدوات أو وسائل جديدة تعيد ظهوره من جديد للمشهد، الذي فقده بعدد من الضربات الأمنية التي تلقاها على مدار الشهور الماضية والتي نتج عنها حدوث عدد من الانشقاقات والانقسامات ظهرت جليا على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالقيادات فضلا عن تراجع مشاهدات قنواتهم الإرهابية «الشرق» و«مكملين».
ولفت إلى أن هذه الدعوة تأتي استكمالا لكم الدعوات السابقة التي أتت بفشل ذريع نتيجة عدم تحقيقها أي استجابة أو صدى في الشارع المصري، فضلا عن أن المواطنين لديهم درجة من وعي جعلتهم يرفضون الدعوات السابقة، ويدركون أن هذه الجماعة تدعو فقط للانتفاض والفوضى والهمجية في التعامل فقط، دون تقديم أي حلول أو رؤية لهذه الدعوات.
وأكد أن المقاول الهارب محمد علي، أصبح «كارتا محروقا وقديما» لدى التنظيم، وعلى الرغم من أن الجماعة تعلم أنه أصبح لا يمتلك أي أداة أو وسيلة جديدة لإقناع المصريين بالنزول أو مجرد دعوتهم بطريقة مقنعة للانتفاض، ما زالوا يدفعون به من باب الهراء، فالدولة المصرية وشعبها ورئيسها يعملون سويا لحل أي ملف أو أزمة، وأصبح سيناريو الانتفاضات والدعوات والنزول لا يليق بالدولة المصرية في الوقت الحالي.