قصة عاطل قتل متسولة طمعًا فى أموالها بالخليفة
«هي كانت شقيانة بيهم؟ ما هي شحاتة وده كله من فلوس الناس، وهي ست كبيرة وكانت هتموت».. بهذه الكلمات القاسية علل متهم ارتكاب جريمة قتل سيدة متسولة أمام مسجد السيدة عائشة، بدم بارد طمعًا في أموالها ولكنه لم يجد سوى هاتف وقطعتين من المصوغات الذهبية.
البداية عندما شاهد «م. أ»، 32عامًا، عاطل، سيدة متسولة تجلس يوميًا أمام مسجد السيدة عائشة، تستعطف المارة بأي مساعدة مالية من أجل العلاج، وتشتكي لجميعهم وحدتها وعيشتها المريرة حتى إنها لم تجد من يشتري لها العلاج ويوفر لها الأكل، ولأنه لا يمارس أي نوع من العمل كرس ساعات يومه في استكشاف المرأة لعلها تكون ذات شأن ولديها من أموال التسول ما يجعله يعيش حياة الثراء.
وبالفعل بدأ الشاب يراقبها ويتلصص عليها حتى علم مكان مسكنها ووجدها تشتري أطيب الطعام، كما أنه لمح يوما معها هاتف جوال، ولم يتردد في أن يخطط لتنفيذ جريمته، من أجل الاستيلاء على أموالها.
ويوم الواقعة، طرق بابها عقب تأكده أنها في المنزل، وأخبرها أنه يريد مساعدتها ماليًا، وبالفعل فتحت له السيدة نافذة في الباب وطلبت منه الأموال ولكنها تفاجأت به يكسر الباب ويقتحم المنزل عليها، وبدأ يسألها عن مكان أموالها ولأنها سيدة مسنة لم تقدر على مقاومته فقام بكتم أنفاسها وطعنها بسلاح أبيض – سكين – كان بحوزته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وبدأ المجرم يفتش المنزل بحثًا عن الكنوز ولكنه لم يجد سوى الهاتف المحمول وبعض قطع المصوغات الذهبية تتمثل في «غويشتين»، فقام بأخذهما والفرار من مسكن الجريمة، ولم يتوان المتهم عن بيع مسروقات المجني عليها فحظه العاثر جعل الهاتف المحمول خاصية التتبع التي أسقطت به في مصيدة الأجهزة الأمنية.
وذلك عندما عرض الهاتف على أحد جيرانه يعمل مهندسا، وتم شراؤه وبمجرد فتح الهاتف واستعماله، تم القبض عليه، ثم أرشد عن المتهم، وتم ضبطه، وتحرير المحضر اللازم بالواقعة، والعرض على النيابة التي قررت حبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات.
واعترف المتهم أنه باع المصوغات الذهبية لمحل في منطقة الخليفة، وأكد صاحب المحل أنه لم يعلم بأن الذهب من جريمة سرقة لعدم اشتباهه في المتهم، فهو وجد شابا يريد بيع مصوغات وأكد أنها تخص أمه كما أنه باعها له بمبلغ طبيعي وليس سعر قليل، وأثبتت التحريات صحة أقوالهما، وتم إخلاء سبيل مشتري الهاتف، والصائغ.
كانت أمرت نيابة المقطم والخليفة الجزئية، اليوم، بحبس عاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل سيدة متسولة أمام مسجد السيدة عائشة في مسكنها بمنطقة الخليفة، وقررت النيابة طلب التحريات حول الواقعة، وتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير حول الواقعة، والتصريح بالدفن عقب ذلك.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية حول الواقعة، حيث قال إنه يمر بضائقة مالية وخطط لقتل السيدة عقب ترصدها وأنه كسر الباب وتهجم عليها وسرق هاتفها المحمول ومصوغاتها الذهبية المتمثلة في «غويشتين»، وأنه عرض الموبايل على أحد الجيران (مهندس) ووافق على شرائه، مشيرا إلى أن تتبع الهاتف كشف الجريمة: «الموبايل كشفني».