«مواقف الأزهر وعلمائه من الإخوان».. كتاب يفضح فساد منهج الإرهابية
وصفوهم بخوارج العصر، وطالبوا بحل الجماعة، ورفضوا فكرهم، هكذا فعل علماء الأزهر تجاه جماعة الإخوان الإرهابية على مدار التاريخ، فقد سجل شيخ الأزهر مصطفى المراغى سجل أول موقف من جماعة الإخوان وذلك حين طالب رئيس الوزراء أحمد ماهر بحل جماعة الإخوان عام 1945.
حسين القاضي الباحث في ملف الإسلام السياسي، سجل في كتابه"مواقف الأزهر وعلمائه الأجلاء من جماعة الإخوان" شهادات رجال الأزهر والإفتاء حول تلك الجماعة الإرهابية، والذي صدر عن دار المقطم للنشر والتوزيع.
والكتاب عبارة عن دراسة تاريخية وثائقية من أربعة فصول، الفصل الأول عن دور مشيخة الأزهر من الإخوان، والثاني آراء مفتو الديار المصرية فى الإخوان، والثالث استعراض لرأى كبار العلماء والمشايخ حول الجماعة، والرابع يتضمن آراء المفكرين غير الأزهريين مثل طارق البشري، وأنور الجندي، والدكتور أحمد شلبي، ويعتبر الكتاب أول تجميع ورصد لآراء علماء الأزهر فى جماعة الإخوان منذ عام 1928 حتى اليوم، ويكشف عن رفض علماء الأزهر للفكر الإخوانى.
ورصد شهادات عدد من علماء الأزهر الشريف على فساد منهجية رؤية جماعة الإخوان، عبر مراحل تاريخية ممتدة بدأت بالشيخ المراغى، وانتهت بالشيخ أسامة الأزهرى.
ونوه القاضي في مقدمة الكتاب إلى أنه قام بتلك بتوثيق الكتاب، لأن الناس انقسموا إلى ثلاثة أقسام حول تلك الجماعة، قسم رأى الجماعة تدعو إلى العنف والتخريب وتتلاعب بالدين، وقسم اغترَّ ورأى الجماعة تدعو إلى الله وتعيد نشر الإسلام، وقسم ثالث مازالوا متحيرين ومترددين، ولهؤلاء أخرجت الكتاب حتى تنقطع عندهم الحيرة والشك ويعرفون تلك الجماعة على وجهها الحقيقي منذ نشأتها إلى الآن، و"الدستور" ترصد آراء عدد من علماء الأزهر والإفتاء حول تلك الجماعة من داخل الكتاب.
- الباقوري: أصحاب عقلية انتقامية
كشف الشيخ أحمد حسن الباقوري، عن مخطط الجماعة للانتقام بعد مقتل البنا، قائلًا:" جاء فى ذات يوم بعض الإخوة فى حلوان وأبلغونى رغبة الجماعة فى الثأر، وأنه لا يكافئ البنا إلا الملك فاروق نفسه، ثم طلبوا منى أن أستعين على تكوين الرأى بثلاثة أشخاص، الهضيبى والحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين، وقد رفضا الاقتراح، ومحب الدين الخطيب الذى ما كاد يسمع كلمة الثأر حتى تغيّر وجهه وتعثّرت الكلمات فى لسانه، ثم قال: إن تعليم الشعب أمور دينه وتربيته على آداب الإسلام، تجعل الحكم يسعى إليك سعى المريض إلى الطبيب يطلب عنده الشفاء، أو سعى المُعدَم إلى الغنىّ يستعينه على تحصيل الغذاء والكساء، و لم يقنع المرشد بأي رأى منهم.
- الشيخ أحمد شاكر: خوارج مجرمين
يعتبر الشيخ أحمد محمد شاكر، كان وكيلا للأزهر الشريف حينئذ، وقال فى نقد الإخوان، إن الجماعة تمثل «خوارج العصر»، وأنه "لعل الله يهدى بعض هؤلاء الخوارج المجرمين، فيرجعون إلى دينهم قبل أن لا يكون سبيل إلى الرجوع، وإنما الإثم والخزى على هؤلاء الخوارج القتلة مُستحلّى الدماء، وعلى من يدافع عنهم ويريد أن تتردى بلادنا عن الهوة".
- الشيخ مأمون: كلامهم حق أريد به باطل
عندما تولي الشيخ حسن مأمون، منصب شيخ الأزهر، وقف في وجّه القيادي الإخواني سيد قطب، بسبب كتابه "معالم في الطريق"، وأصدر بتكليف منه، عضو جماعة كبار العلماء بالأزهر، محمد عبداللطيف، تقريرًا للرد على ما جاء في كتاب "قطب"، من ضمن ما جاء فيه: إن كلمة ولا حاكمية إلا لله، كلمة قالها الخوارج قديمـًا، وهي وسيلتهم إلى ما كان منهم في عهد الإمام على، من تشقيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الصفوف، وهي الكلمة التي قال عنها الإمام على:(إنها كلمة حق أريد بها باطل)، وأيّد وقتئذ اعتقال المئات من قيادات وأعضاء الإخوان، ومحاكمتهم عسكريًا.
- الإمام الأكبر جاد الحق: انحراف سلوكهم قادهم للقتل والاغتيال
ووصفها الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر، في كتاب: "بيان للناس من الأزهر الشريف": ظهرت في العشرينات من مارس 1928 تاريخ نشأة جماعة الإخوان، بأنها حركة تنادي بوجوب الاستغناء عن القوانين الوضعية والعودة إلى القوانين الإسلامية بحكم أننا دولة إسلامية.
وتابع جاد الحق خلال مقال له رصده القاضي في كتابه: حين اهتمت هذه الجماعة بإصلاح القاعدة ولم تتعجل الحكم اهتم بعض أفرادها أو جماعة أخرى تستهدف هذه الغاية بالقمة، معتقدة أن الحكم الإسلامي قانونا وتطبيقا لا يعود إلا بالاستيلاء بسرعة على السلطة القائمة وقتل الحكام الذين تربوا في أحضان الاستعمار، لأنهم في نظرها كفار بطريق مباشر أو غير مباشر صراحة أو ضمنا، وكان من أثر هذا الاعتقاد انحراف في السلوك أدى إلى قتل واغتيال وتخريب وفتنة راح ضحيتها أبرياء.
- نصر فريد واصل: أفعالهم تخرج على الشريعة والدين
وأوضح الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، في تصريحات له رصدها الكتاب، بعد ثورة 30 يونية وما فعلته تلك الجماعة من تخريب وتدمير، قائًلا: إن يحدث الآن من ادعاءات الدفاع عن الشرعية بالخروج على الدولة بالعنف والمظاهرات والتعدي على الجيش والشرطة يخرج تماما عن حدود الشرعية والشريعة والدين والدستور.
- الشعراوي: لا يسمعون الإسلام إلى من حناجرهم
وأكد الشيخ محمد متولى الشعراوى، الداعية الإسلامي، أن الشيوعيون والإخوان المسلمون هم أعدائه، بعد انشقاقه عن تلك الجماعة، وبعد مقولة تلك الكلمات بفترة زمنية طويلة، سُئل عن رأيه فى حوار صحفى أجرته معه مجلة المصور، فأقر بقوله ولم ينكره، موضحا الأمر بالقول: "الإخوان لا يسمعون الإسلام إلا من حناجرهم.. إن قام واحد ليقول فى الإسلام وليس منهم فلا يسمعون حديثه".
- علي جمعة: خوارج العصر
كان الدكتور علي جمعة، أول من بادر وحذر المجتمع من جماعة الإخوان وفكرها ومنهجها ونبذ تصرفاتها بكل وضوح، ثم أطلق كلمتين صارتا شعارا وواقعا، وذلك حين خرج في أكثر من موقف وقالها بوضوح: (الإخوان خوارج العصر).
لم يكن الدكتور علي جمعة أول من فطر وصف الإخوان (بالخوارج) فقد سبقه بالوصف أئمة كبار انتقلوا إلى رحاب ربهم كالشيخ محمد الغزالي، والشيخ أحمد محمد شاكر، والشيخ عبد الله المشد، إلا جمعة كان أول من أخرج العبارة مدوية.
- الدكتور شوقي علام: تبنوا آراء هدامة ورفضوا التعايش
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أكد خلال بياناته الصحفية في العديد من الصحف رصدها القاضي، أن دعوات الإخوان تحيد عن السليمة، وتمتد فيها يد التخريب إلي منشآت الدولة، وتعطيل مصالح المواطنين، وهذا أمر محرم شرعًا، لأن الصدام مع المجتمع، وتبني آراء هدامة، ورفض التعايش معه علي النقاط المشتركة، ليس من الإسلام.
