شكوى لولى الأمر
مشاكل الصرف الصحي خطيرة , وقد فطنت اليها المجتمعات المتحضرة, وأصبحت تخصص من تخصصات الهندسة .
خطورة اهمال الصرف الصحي تتمثل في زيادة منسوب المياه الجوفية الى الحد الذي يهدد العقارات والمباني , وأصبحت مدينتنا في وسط الصعيد تعاني كثيرا من تلك المشكلة التي استعصى حلها على العديد من الحكومات والوزارات .
كما ان هناك مدنا أخري كثيرة، والغريب أن هناك قري عديد في مصر تتمتع بخدمات الصرف الصحي، يرجع ذلك في الأساس الأول الى المراكز السياسية والاجتماعي لبعض الاهالي، حيث كان الأمر يتم باستخدام النفوذ لتوصيل تلك الخدمة.
بدأ العمل في تركيب مواسير الصرف الصحي في مدينتنا في منتصف التسعينات ومضي على عملية التركيب أكثر من خمسة وعشرين. بانه تم انتهاء الأعمال بالجزء الغربي لمدينة ديروط وتم طلب تسليمه لشركة المياه وتم استكمال الأعمال بعدايه الابراهيمية والسكة الحديد لربط الجزء الشرقي والذي تم الانتهاء محطات الرفع وشبكات الانحدار به. جارى التنفيذ في خط السيب النهائي لمحطة معالجة صرف صحى ديروط حيث بلغت نسبة التنفيذ به 92%. . ومن المنتظر إنهاء الأعمال بمشروع صرف صحي ديروط وخط السيب النهائي ودخوله الخدمة في 6/2016.
كما ان خطورة مياه الصرف الصحي على المنشآت الخرسانية بسبب توجد الغازات المتكونة من الفضلات العضوية والمواد الكيمائية وهي غاز الميثان وغاز كبريتيد الهيدروجين، المنبعثة منها فتؤدي الى تآكل الخرسانة المشيد بها غالبية بيوت المدينة ومنشآتها.
وتعتبر مياه الصرف الصحي، سبب من أسباب عديدة أسباب ومختلفة قد تؤدي لانهيار المباني بشكل جزئ او كلي او تؤدي إلى تقصير عمرها الافتراضي بحيث يتوجب إخلائها في أقرب وقت، وقد تتعرض الأساسات للتآكل واختلاط مواد كيمائية مختلفة بسبب وجود مياه أسفل المبني، تؤدي لتفاعلات مع الحديد والخرسانة، وجود الماء لوحده يسبب صدأ وتآكل الحديد، أضف إلي ذلك ما تسببه المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي أو المياه الناتجة عن التسرب بسبب تلف بالتمديدات و البيارات القريبة.
تعددت تصريحات المسئولين الكاذبة بشأن هذا المشروع المتعثر، وكان أخرها ما صرح به في 28 يناير 2018 المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، أهمية الانتهاء من المشروعات الخدمية بالمراكز والقرى في الوقت المحدد لها سابقاً طبقاً للبرامج الزمنية الموضوعة. انتقد محافظ أسيوط -خلال الاجتماع- عدم الانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي في المواعيد المحددة مسبقاً، مطالباً برفع تقرير دوري عن الموقف التنفيذي لكافة الأعمال الإنشائية التي يتم تنفيذها أولاً بأول، وأكد المهندس محسن الحسيني، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط، على الانتهاء من مشروع محطة الصرف الصحي، الذي يخدم مدينتي الغنايم وصدفا في 30 مارس القادم، والانتهاء من مشروع محطة مياه الشرب بمدينة ديروط في 20 فبراير 2018،
نحن الآن في أكتوبر 2019 , والحال عما هو عليه، ولم يتم تنفيذ شيء.
خطورة الأمر أن مياه الصرف الصحي المعروفة بالمياه السوداء، قد ملأت شوارع المدينة، بعد أن قام بعض الأهالي بتوصيل منازلهم خلسة بمواسير الصرف الموجودة في الشوارع. والتي من الممكن ان تسبب الكثير من الامراض الخطيرة نظرا لاحتوائها على الكثير من البكتيريا والطفيليات والفيروسات هذا الى جانب الكثير من المواد السامه والمعادن الثقيلة التي تستخدم في التنظيف.
وجود مياه الصرف الصحي في الشوارع يهدد صحة الانسان بالأمراض الخطيرة كما يهدد البيئة بكارثة طبيعية. وتزداد الخطورة إذا كانت مياه الصرف الصحي تخرج من الاماكن الموجود بها اشخاص مرضى او مواد ملوثه مثل المستشفيات
نتمنى ان تتفضل الحكومة، ووزارة الإسكان وشركة المياه والصرف الصحي، بإنقاذ الأهالي في مدينة ديروط من كوارث وخطورة انتشار مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة، وخطورتها على صحة السكان والمباني التي يقيمون فيها.