«أعز من الولد».. «نعمات» تغفو بحفيدها فى طرقات معهد رمد الجيزة
أرض خضراء يحتضن فيها محمود وجدته ووالديه اللذين لم يرهما إلا في الصور التذكارية، يتبادلون الضحكات والحديث، يتناول الطعام، حلم دخله محمود إبراهيم وجدته، والذي توطن كنفها؛ ليكون الملجأ والمسكن الذي حوى آلامه، في باحة انتظار معهد الرمد التذكاري.
سيدة بملامح صعيدية، يكسوها السواد، تربع على وجهها اليأس والخوف، سهرت ليلتها تبكي على حفيدها الذي يعاني من نزيف على الشبكية، وظل يبكي خوفًا من فقدان البصر، لينتهي بهما الحال في معهد الرمد التذكاري في محافظة الجيزة.
"غلبنا النعاس، هكذا بدأت نعمات علي، ذات الـ80 عامًا، حديثها لـ"الدستور" بعد أن أفاقت من غفوتها، موضحة أن البكاء قد أنهكهما حتى غفوا في ساحة انتظار الكشف؛ لتوقظهما حركة المرضي والعاملين في المستشفى.
عاش محمود يتيمًا طوال سنواته العشر، فقد مات والداه في عام مولده في حادث سير، وربته جدته، إلا أن الخوف قد تملكها حينما أصيبت عيناه، معلقة "مستنيه يتعالج ونرجع أسيوط".