«روشتة الموت».. أطباء يحذرون من الاستخدام الخاطئ لبعض الأدوية
أطلق المركز العربي للتوعية الصحية "وعي"، التابع لاتحاد الأطباء العرب، حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بالاستخدام الآمن للأدوية، وذلك في إطار اهتمام المركز بنشر الأهداف الدولية للاستخدام الآمن للدواء، واستعدادا للاحتفال بـ"اليوم العالمي لسلامة المرضى" الذي يوافق 17 سبتمبر من كل عام.
قبل الاحتفال العالمي، "الدستور" يرصد آراء أطباء وصيادلة فى الأخطاء التي يقع فيها المرضى، والمحاذير التي يجب مراعاتها بشأن جميع الآثار الجانبية، وما يتوجب على المريض عمله حال حدوث هذه الآثار.
وقال الدكتور أحمد عبدالرؤف، صيدلي، إن هناك أنواعا مختلفة من المسكنات يتكالب المواطنون على شرائها بشكل مستمر، خاصة أصحاب الصداع المزمن دون الرجوع إلى الطبيب، غير مدركين أن هذه المواد من شأنها أن تؤثر على صحتهم بالسلب على المستوى البعيد.
وأضاف أنه بعيدًا عن أسماء المسكنات التي يتناولها أصحاب الصداع المتكرر، فإن الأهم من اسم "البراند" هو المادة الفعالة التي يشعر المريض بعد تناولها بتحسن، ومن ثم يقبل على شرائها مرة أخرى، وتحدث عن نوعين من المواد الفعالة، الأولى هي"NSAID" ومن أشهر الأدوية التي تحتوي عليها "الأسبرين"، وإن تم استخدامها من خلال الأدوية المختلفة التي توجد بها وفي مقدمتها الأسبرين فمن شأنه أن يؤثر بالسلب على الكلى، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة بالأصل، بالإضافة إلى حتمية الإصابة بقرح في المعدة، لافتا إلى أن استخدام هذه المادة بشكل مفرط من شأنه أن يؤثر على الجنين وإصابته بتشوهات عقلية، إذا ما تناولته الأم الحامل، تحديدا في الشهور الأخيرة من الحمل، وهذا ما أثبته عدد من الدراسات المنشورة حول هذه المادة الفعالة.
وأضاف "عبدالرءوف": "البراستيامول".. هي المادة الفعالة الأخرى، مؤكدًا أن الضرر الناجم عن هذه المادة ليس معروفًا بشكل قطعي أو كامل، لكن وبحسب قوله فإن هناك عددا من الأبحاث يشير إلى قدرته على توقف حركة الإنزيمات التي يفرزها المخ والتي من شأنها أن تُشعر الإنسان بالألم، متابعا أن هذه المادة لا توجد في الدواء بصورة منفردة وإنما يتم خلطها بألوان أخرى من المواد الفعالة ومنها الكافيين، ويعد "البنادول" من أشهر الأدوية التي تحتوى على هاتين المادتين مع بعضهما البعض، ولا يمكن أن ننكر أن استخدام هذا النوع من المسكن آمن حتى إنه ينصح به في حالات السيدات الحوامل، لكن ولا شكأإن الاستخدام المفرط لهذا النوع من الدواء يؤدي إلى أمراض الكلى والكبد، فلا يجب أن تزيد الجرعة التي يتناولها المريض منه عن 4 جرامات في اليوم فقط.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة عزة بركة، الطبيبة البشرية، إن الاستخدام الآمن للأدوية المثبطة لحمض المعدة المعروفة باسم "النكسيوم، كونترولوك، دوكسيرازول، برفاسيد، جاستروكير"، يقتضي اتباع بعض النصائح خاصة إذا طالت فترة استخدامها.
ومن النصائح التي تقدمت بها الطبيبة للمرضى الذين يتناولون هذا النوع من الأدوية هي الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، لأن هذه الأدوية تقلل من نسبة امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي ولذا وجب زيادته لتعويض النقص في هذه النسبة، منوهة إلى أن الدراسات أثبتت أن استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة قد تزيد معدل كسور العظم خاصة في المرضى الأكثر عرضة لحدوث الكسور، مثل كبار السن، والسيدات بعد سن اليأس.
وأضافت أنه يجب توخي الحذر من احتمال زيادة خطر حدوث نوبات تشنجات عند تناول بعض المرضى مضادات الالتهاب غير الستيرودية مثل "ايبوبروفين" مع المضاد الحيوي سيبروفلوكساسين، مؤكدة أن ذلك يحدث خاصة مع المرضى الذين يعانون من الصرع، أو أمراض الكلى، أو اضطرابات عصبية أخرى، أو نقص في مستوى بعض العناصر في الدم مثل الماغنسيوم والبوتاسيوم.