اقتراح يوناني بمنح فرنسا قاعدة ببحر إيجة لمواجهة تحركات تركيا
قالت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، إن أثينا يجب أن تسمح لفرنسا بفتح قاعدة بحرية في بحر إيجة لمواجهة الاستفزازات التركية في المنطقة، مشيرة إلى أن سياسة فرنسا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما زالت قوية في منطقة كان يهيمن عليها السوفييت والأمريكان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن سياسة باريس في المنطقة تتمحور حول ثلاث ركائز وهي:
أولًا: اتباع خطاب حقوقي شرعت فرنسا بموجبه تدخلها في ليبيا.
ثانيًا: اتباع منطق أمني يصر على أولوية محاربة الإسلام الراديكالي والإرهاب الذي تدخلت بموجبه فرنسا في سوريا ضد داعش.
ثالثًا: اتباع استراتيجية اقتصادية أدت إلى اصطفاف تحالفات جديدة ومصالحها الاقتصادية، ومن بين هذه الدول مصر.
وقالت الصحيفة إن تركيا وفرنسا دخلتا في حرب كلامية متصاعدة بشأن ليبيا، وهذا يعكس مصالحهما المتضاربة في الصراع بالدولة الغنية بالنفط.
وأوضحت "جريك سيتي تايمز"، أنه حتى في الشرق الأوسط، لدى تركيا وفرنسا مصالح متناقضة في لبنان وسوريا، حيث يساعد كل طرف لاعبين محليين مختلفين، كذلك لا تتوقف سياسات تركيا التوسعية في الشرق الأوسط وأفريقيا عند هذا الحد، بل توسعت أيضًا في مياه شرق البحر المتوسط، مما جعلها قريبة من مسار تصادمي مع اليونان وقبرص، لذا اقترب هذان البلدان من فرنسا وحلفائهما المشتركين في المنطقة.
وأكدت الصحيفة اليونانية أن التوترات لا تزال مرتفعة مع استمرار تركيا في التهديد بالفوضى والحرب، كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا، فيما أصبحت فرنسا منخرطة إلى جانب اليونان، حيث أرسلت طائرات حربية وسفنًا إلى جانب الإمارات في مناورات بالبحر المتوسط مع اليونان، وهي حليف مشترك لكل من اليونان وفرنسا.
وقالت الصحيفة إنه يجب على اليونان الانخراط في مزيد من التعاون مع الحلفاء في جميع القطاعات، وقد تعرض اليونان أيضًا على فرنسا شيئًا تفتقر إليه في المنطقة وهي بناء قاعدة عسكرية لديها مثل القاعدة البريطانية في قبرص، وإن حدث ذلك سيكون الأمر مفيدا للجانبين.
واقترحت الصحيفة أن أن يكون مكان مثل هذه القاعدة هو جزيرة ليروس في جزر دوديكانيز التي لديها منشآت بحرية قائمة ويمكن استخدامها في غضون فترة زمنية قصيرة لاستضافة السفن الحربية من كل الأنواع تقريبًا، كما أن هناك مواقع أخرى يمكنها استضافة البحرية الفرنسية في الجزر اليونانية أو حتى قبرص التي لا تزال حتى اليوم 40% من أراضيها تحت الاحتلال التركي منذ عام 1974 بحجة حماية الأقلية القبرصية التركية.
وأكدت الصحيفة أن فرنسا ستستفيد بشكل كبير، حيث يمكنها استخدام مثل هذه القاعدة لعملياتها لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وزيادة عملياتها البحرية وتأثيرها في المنطقة.