رضا أحمد: أحب القصيدة الذكية المعبرة عن هموم الإنسان العادي (حوار)
فاز ديوانها "أملنا من شجرته المفضلة" والذى يضم 50 قصيدة متفاوتة الحجم؛ منذ أيام قليلة؛ بجائزة حلمى سالم للشعر فى دورتها الأولى عن منتدى الشعر المصري، وستتولى دار الأدهم طباعة الديوان، ومن قبل وتحديدًا عام 2017 فازت بجائزة محمد عفيفى مطر.. هي الشاعرة رضا أحمد التى تخرجت فى كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، وصاحبة دواوين "لهم ما ليس لآذار"، ديوان "قبلات مستعارة"، وديوان "أكلنا من شجرته المفضلة"، وديوان "الاعتراف خطأ شائع" وهو ديوان تحت الطبع.
الرسم وكتابة المقالات كانا مدخلها قبل أن تكتب الشعر وتحديدًا قصيدة النثر؛ خاصة وأنها تحب القصيدة الذكية التى تعبر عن هموم الإنسان العادي، وترى أن فوزها بجائزة حلمى سالم كان تحديًا كبيرًا، كما ترى أن المستقبل لقصيدة النثر ما بعد كورونا عن باقي الأشكال الشعري؛ وإلى نص الحوار:
_ بداية.. ماذا تمثل لك جائزة حلمى سالم فى دورتها الأولى بعد أن فزتى بجائزة محمد عفيفى مطر عام 2017؟
كتحدي بالنسبة لى حلمى سالم اسم كبير جدًا فى عالم الشعر؛ خصوصًا فى تجريب الشعر، وأنه أول شاعر مصرى كان عمل مع أصدقائه جماعة "إضاءة 77" كما أنه كان يختلف عنهم على اعتبار أنه كان يميل إلى التجريب، فمثلًا عندما تنظر إلى قصائده ترى أنه محب لروح المغامرة، كما أنى أشعره أنه كان قريبًا للشعراء الجدد ممن يكتبون قصيدة النثر، إضافة إلى أنه على المستوى الإنسانى كان حلمى سالم يناقش العديد من القضايا السياسية والإنسانية، وبحكم تواجده فى منطقة وسط البلد كان قريب إلى الجماعات الشعرية والندوات والمثقفين وهو ما جعله شاعرًا محبوبًا عند الجميع، ورغم كل ذلك كان يجد وقتًا لكى يغامر كما أنه لم يتأثر بأحد من الشعراء أو وضع نفسه فى قالب معين، كما أنك من الممكن أن تجد فى القصيدة الواحدة له قصيدة عمودية وقصيدة التفعيلة، حيث كان محبًا لكل الأشكال الشعرية ولم يكن إنسانًا متحيزًا أو عنصريًا لقصيدة النثر.
_الرسم وكتابة المقالات كانت بداياتك.. ما الذى جعلك تنظمين الشعر؟
لم أكن أتوقع أن أكتب الشعر فى يوم من الأيام وكنت أقوم بالرسم وكتابة المقالات حتى مرحلة الدراسة الثانوية، ولم أكن أحتفظ بلوحاتى التى رسمتها حيث كان المدرسين بمدرستى يضعوها بالمعارض، وما جعلنى أتوقف عن الرسم أن صديقة لى قامت بسرقة أحد لوحاتى وهو ما جعلنى اتخذت قرارًا بأن أتوقف عن الرسم، أما بالنسبة للشعر فأننى فى يوم من الأيام وجدت نفسى أكتب قصيدة منغمة فى 3 صفحات على هيئة قصيدة النثر، ولم أكن لدى علمى بالقصائد الشعرية لأننى لم أدرسها فى المراحل التعليمية من قبل حيث كان تركيز ينصب على القصيدة العمودية فى الكتب الدراسية كأكثر الأشكال الشعرية رواجًا حتى لم أعرف شيئًا عن قصيدة التفعيلة.
هل تأثرتى بقصائد البعض عند بدء نظمك للقصيدة؟
لم أتاثر بأحد، ولو كنت تأثرت بأحد الشعراء لكنت كتبت القصيدة العمودية وليست القصيدة النثرية، كما أن أبرز مصادر معلوماتى كانت تستقى من القناة الثانية التى كانت تقدم وقتها البرنامج الأوروبى وهو ما لم يتح لى التعرف على الأشكال الشعرية.
_ فى رأيك أين يقع قصيدة النثر الآن فى العملية الإبداعية فى ظل عولمة المعرفة؟
تعتبر قصيدة النثر أكثر تجاوبًا مع العولمة، فهى قصيدة حرة تعبر عن حياة الشاعر بكل بساطة وهى محملة بالمعرفة الثقافية بمعانيها، فهي قصيدة خفيفة تقترب من الجمهور العادي، لذا تجدها أقرب للجماهير العريضة فى كل أنحاء العالم لأنها قصيدة ليست ذات فقرًا معرفيًا، ومن الممكن أن يتم ترجمتها من أي لغة لأنها ليست بها ألعاب لغوية مثل التفعيلة والعمودية، حيث تركز قصيدة النثر على المفارقة والحدث وهو ما تعبر عنه جماليًا.
_ "أكلنا من شجرته المفضلة" وهو الديوان الرابع لك.. كيف تقيمين مستقبل قصيدة النثر بعد كورونا؟
قصيدة النثر مرحبة جدًا بالإنسان وكل ما يطرأ عليه من أحداثه اليومية التى نمر بها، كما أنها ليست قصيدة خطابية وسياسية، كما أشرت من قبل أن من يكتب قصيدة النثر لا يخاطب جمهوره من علياء، وأرى أن مستقبلها ستكون الأكثر تأثيرًا من الأشكال الشعرية الأخرى خلال الفترة القادمة.