كيف عاش أصحاب المهن المتضررة من كورونا خلال 6 أشهر؟
6 أشهر أو أقل قليلًا، هم عُمر جائحة فيروس كورونا في مصر، والتي مازالت مستمرة إلى الآن، تضرر خلالها الكثير من أصحاب المهن الفردية أو ما يطلق عليهم العمالة غير المنتظمة، ورغم محاولة وزارة التضامن الاجتماعي إنقاذهم فإن أوضاعهم مازالت صعبة للغاية.
في بداية انتشار فيروس كورونا، عمدت وزارة التضامن إلى تخصيص منحة مالية قدرها 500 جنيه لأغلب عمال تلك المهن، إلا أنها بالتأكيد ليست كافية، لاسيما مع استمرار انتشار الفيروس إلى الآن، وتأثر الكثيرين به في قطاع الأعمال.
واتساقًا مع ذلك، فقد طالب النائب جون طلعت، رئيس مجلس الوزراء، بدراسة أوضاع كل الفئات وأصحاب المهن التى لم تتعايش مع أوضاع كورونا حتى الآن، ومحاولة الوصول إلى رؤى وحلول وسط من أجل عودتهم لأنشطتهم، خاصة أن الخسائر تتزايد، والتداعيات السلبية على أسرهم تكثر.
وأوضح أن بعض المهن متوقفة منذ فبراير الماضي، دون أى موارد مالية لهم حتى تاريخه، مبينًا أنهم يعيشون معاناة كبيرة في حاجة للتدخل والحسم والاستماع لهم، لوضع رؤى لحل مشكلاتهم، خاصة أن الأوضاع المالية لهم ولأسرهم سيئة للغاية، فكيف يعيش أصحاب المهن المتضررة من كورونا؟
محمود عادل، 29 عامًا، يعمل باليومية في محافظة المنوفية بالأراضي الزراعية، فهو ملتحق بشركة توريد عمال، والتي تقوم بتوريد العمال إلى الأراضي الزراعية التي يحتاج أصحابها لمن يجني المحاصيل أو الزراعة وغيره.
يقول: "بنعمل أي حاجة في الأرض الزراعية حصد المحصول والشيل والسقي، وفي آخر اليوم كنت بأخد اليومية، لكن من ساعة كورونا والطلب على العمال خف، وشركات التوريد شالت إيديها، ومبقاش فيه مصدر رزق غير على فترات طويلة".
يعيش محمود أغلب الأيام على الاستدانة من جيرانه على أمل أن تنفك الأزمة ويعود إلى شغله من جديد ومن ثم يسدد كل ديونه: "ممكن في الشهر كله أروح أرض زراعية ثلاث أو أربع مرات بس بعد ما كنت بروح كل يوم وعايشين على الله".
وتتضارب الأرقام في مصر عن عدد العمالة غير المنتظمة أو المهن الحرة، إذ أعلنت وزارة القوى العاملة في بداية الجائحة بأنهم 10 ملايين فرد، إلا أن مجلس النواب يقدرهم بـ15 مليون، وبحسب تقديرات اتحاد عمال نقابات مصر، فتبلغ العمالة غير المنتظمة 12 مليون شخص.
"النادس خايفة تدخلنا البيوت"
رشيد السيد، 42 عامًا، عامل تكسير في محافظة الشرقية: "إحنا اسمنا الفواعلية، بنطلع من الصبح نقعد على الرصيف، لو حد عايز يكسر حيطة يهد مبنى أو يبني حيطة، إحنا بنروح نعمل الشغل ده وناخد أجرة آخر اليوم من صاحب الشغلانة".
ويوضح أنه منذ انتشار فيروس كورونا ووقف الحال بهم جميعًا: "بقى نادر لما ييجي حد يطلب مننا كده، الناس قاعدة في البيوت خايفة أن أي حد يدخل عليها عشان العدوى، ومفيش حد دلوقتي لا بيبني ولا بيكسر، وحالنا واقف من ساعتها".
يضيف: "لما قعدت في البيت ملقتش منفذ تاني أصرف منه على عيالي، كل المصالح والشغلانات وقفت، وأنا عليا جمعية بسدد أقساطها عشان عندي بنت على وش جواز ومصاريف والتزمات كتير، ومكنتش عارف هصرف على البيت منين بعد ما الشغل وقف لحد ما سمعت عن منحة القوى العاملة".
"بنستلف من الجيران"
أما عماد السيد، 37 عامًا، يعمل في أحد أفران العيش الخاصة الآلية بمحافظة الفيوم، والذي تم تسريحه بسبب جائحة فيروس كورونا، يقول: "أي حد فاتح مشروع أو محل أو مصنع، حاليًا بيمشي العمال بسبب الحال اللي واقف عشان يوفر في النفقات والأجور".
ويوضح: "من شهر إبريل وأنا قاعد في البيت مفيش أي شغل وماشية على الله، أوقات الجيران بتساعدنا وبستلف من قرايبي، ونفسي ألاقي شغل أو الأزمة تنفك عشان أرجع لشغلي القديم في الفرن وأصرف على عيالي خصوصًا مع دخول المدرسة".