ورديتان وماكينة خياطة وحصالة.. تضحيات الآباء من أجل «عيون الثانوية العامة»
قبل 3 سنوات، بدأت أسرة الطالبة نرمين خالد في الاستعداد لدخول ابنتهم مها مرحلة الثانوية العامة، كان الأب الذي يعمل مشرفا في أحد مصانع المواد الغذائية بمدينة بورسعيد، قد قرر العمل بوردية إضافية حتى يكون قادرا على توفير مطلبات ابنته، "كان عندي أختها الكبيرة في الثانوية برضو وعارف إن مصاريفهم كتير وقولت اشتغل حاجه بجانب شغلي علشان مصاريف الدروس"، يقول الأب.
الأم أيضا، تعرف جيدا أن هذه المرحلة ستكون الأصعب على ابنتها، لذلك عملت مع والدها على توفير كل احتياجاتها من مصاريف وكتب دراسية ودورس خصوصية، حيث اشترت ماكينة خياطة وبدأت في حرفة كانت تجيدها منذ أن كانت فتاة ذات 16 عاما: "وأنا صغيرة كنت بشتغل في مصنع ملابس، وأتعلم الخياطة كويس لحد ما اتجوزت، بس مع دخول بنتي الثانوية قولت أساعد جوزي"، تقول الأم.
أضافت: "بعد شهر واحد جيراني كلهم بقى يشتروا مني وبفصل لهم ملابسهم والحمد لله بقي دايما معايا مصاريف الدروس لمها وأختها اللي في الصف الثاني الابتدائي دلوقتي"، لم تكن هذه الأسرة الوحيدة التي تكافح مع أبنائهم خلال مرحلة الثانوية العامة، أملين أن يكون مستقبلهم أفضل.
بينما قامت والدة مرام سرور، طالبة العلمي علوم بتوفير ما تدخره في العمل بإحدى المدارس هي وزوجها معلم اللغة الإنجليزية لتنفقه على ابنتها، ومنعت كافة وسائل الترفيه في المنزل.
وتقول أم مرام: "لم أشتري أي شيئ في المنزل ولا ملابس جديدة عشان نوفر لبنتنا ونقدر نديها دروس"، موضحة أن مرام أولى بناتها في الثانوية العامة ولم تخوض تجربة الامتحانات مع أحد أبنائها من قبل.
أما أمل محمد، تروي أن زوجها يقوم بتوفير جزء من راتبه الشهري من أجل ابنته، وإعطائها مصروف شهري، ومبلغ من المال للمدرسين، وقام بتهيئة المنزل لها، وتوصيل الإنترنت لتتواصل مع المدرسين وزملائها بسهولة في ظل انتشار الفيروس.
وتقام امتحانات الثانوية العامة في الفترة من الأحد 21 يونيو حتى 21 يوليو، إذ أدى الطلاب امتحان اللغة العربية يوم الأحد 21 يونيو، ويوم الخميس 25 يونيو مادة (اللغة الأجنبية الأولى)، ويوم الأحد 28 يونيو مادة (الديناميكا)، والخميس 3 يوليو مواد (الأحياء والإستاتيكا والفلسفة والمنطق)، والثلاثاء 7 يوليو (الفيزياء والتاريخ).
ويؤدي الطلاب اليوم الأحد 12 يوليو (الكيمياء والجغرافيا)، والثلاثاء 14 يوليو (اللغة الأجنبية الثانية)، والأحد 19 يوليو (الجيولوجيا والتفاضل والتكامل وعلم النفس)، والثلاثاء 21 يوليو (الجبر والهندسة الفراغية).
وقررت وزارة التربية والتعليم خروج المواد التي لا تضاف إلى المجموع من جدول الامتحانات، على أن يكون امتحانات (التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء والتربية الوطنية) من المنزل.