أئمة المساجد: نلتزم بالتعليمات وغلق «الحسين» رسالة شديدة اللهجة للمخالفين
تنفس المسلمين الصعداء بعد قرار الحكومة بعودة فتح المساجد مرة أخرى واستبدال "صلوا في رحالكم"، التي كانت تقع كالسهم إذ يفتك بقلوب المصلين بنظيرتها الأصلية "حي على الصلاة"، ولكن سرعان ما قررت وزارة الأوقاف غلق مسجد الحسين مرة أخرى، بعد أن قصده محبي الحسين المشتاقين إلى رؤيته والمتبركين بزيارته، وقبل أن يبلغ الشوق مبلغه أغلق المسجد من جديد.
لماذ أغلق مسجد الحسين؟
يعتبر مسجد سيدنا الحسين واحدًا من أكبر المساجد في مصر، يقصده محبي حفيد رسول الله، المتبركين بالقرب منه، وكان أحد هؤلاء شاب التصق بضريح الحسين وأخذ ينشد في حضرة ولي الله، فاجتمع حوله المصلين ضاربين بإجراءات الدولة عرض الحائط، وقام أحدهم بتصوير الموقف كاملًا وعرضه على صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع الوزارة إلى التدخل فورًا بغلق المسجد وتحويل الأئمة والعاملين إلى التحقيق.
ـ كيف يرى أئمة بيوت الله غلق مسجد الحسين.. وماهي إجراءاتهم لعدم الوقوع في المصير ذاته؟
إمام مسجد الشرقي: "نغلق المسجد بعد كل صلاة تجنبًا للتجمعات"
قال الشيخ أحمد شوقي، إمام مسجد الشرقي، أحد مساجد محافظة دمياط، إنه بالطبع علم بما حدث من غلق لمسجد الحسين بسبب التجمعات التي خالف بها المصلين والزائرين قرار الدولة وثم ترتب عليها قرار الأوقاف بالغلق وتحويل الأئمة والعمال المسؤولين عن الحادث إلى التحقيق.
وأكد شوقي، أنه يتأكد بفسه في كل مرة تنتهي فيها الصلاة من غلق المسجد وعدم وجود أي من المصلين داخل المسجد تجنبًا لوجود تجمعات، كما أن الوضع لديه هو وباقي المساجد يختلف عن الوضع في المساجد التي توجد بها أضرحة، فالمصلي يأتي هنا للصلاة وفقط، أما في الحسين وغيرها فهناك مقاصد أخرى مثل الزيارة والتبرك بآل البيت من شأنها أن تدفع المصلين إلى مخالفة القواعد المعلنة.
الأزهري: "اليوم.. قرأنا على المصلين بيان الغلق على المنبر وأكدنا عليهم الالتزام بالتعليمات"
قال الشيخ بدوي الأزهري، إمام مسجد التوحيد، إن قرار الغلق نزل على نفسه والمصلين كالصاعقة، طوال الأيام الماضية كنا ننتظر الفتح المبين وندعو الله به حتى أذن الله بذلك وفق الاجراءات الاحترازية التي حددتها الدولة، ومن ثم نحافظ على هذه الاجراءات بكل ما أوتينا من قوة حتى لا نتعرض للغلق مرة أخرى.
وأضاف أنه قرأ على المصلين بيان الغلق الخاص بمسجد الحسين تخوفيًا وتحذيرًا من الوقوع في نفس المصير، وحتى يستمر المصلين في الالتزام بالاجراءات الاحترازية التي حددتها الدولة وهي الالتزام بالمسافات البينية بين المصلين، وارتداء الكمامات بالإضافة إلى اصطحاب سجادة صلاة خاصة بكل فرد، وعلى مخالفة أي من هذه التعليمات.
وأكد أن الإمام مسئول مسئولية كاملة عن كافة الأمور التي تجري داخل المسجد، بداية من الأذان وحتى نظافة المسجد ودورات المياه، فالجميع من عمال وغيرهم داخل المسجد يعملون تحت قيادة قائد هو الإمام، ولذلك فإن إمام الحسين مسئول عن الحادث، فلم يكن غريبًا أن تحيله الأوقاف هو والعمال الذين معه إلى التحقيق، معقبًا أنه يجب على جميع الأئمة توخي الحذر فليست المساجد الأخرى أعز على الأوقاف من مسجد سيدنا الحسين.
إمام التوبة: "غلق الحسين ليس هينًا ولكنه رسالة شديد اللهجة للمخالفين"
قال الشيخ أحمد طه، إمام مسجد التوبة، أحد مساجد محافظة الدقهلية، إن قرار غلق مسجد كبير كمسجد الحسين رضي الله عنه، ليس سهلًا على المسلمين والأئمة في شتى بقاع الأرض، لما له من قيمة دنية كبيرة في نفوس المسلمين، ومن ثم فإن قرار الغلق كان حازمًا في التأكيد على ضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية مهما كانت مكانة المسجد المخالف، الذي هو ولا شك كبير في قلب القائمين على وزارة الأوقاف أيضًا وأحزنهم غلقه.
وأكد إمام مسجد التوبة، على أنه ملتزم بجميع الاجراءات الاحترازية داخل مسجده من غلق دورات المياه، وعدم دخول المصلين إلى المساجد إلا وقت الأذان ومغادرتهم سريعًا عقب الانتهاء من الصلاة.
وأضاف أن عدد من المصلين كان لديه بعض الخوف من مسألة الصلاة بالكمامة أو في من يقول أن الصلاة بسجادة صلاة فوق سجاد المسجد وغيرها من الأسئلة التي قمنا بتوضيحها في اليوم الأول الذى اعتليت فيه المنبر بعد قرار الدولة بالعودة إلى الصلاة مرة أخرى، مؤكدًا لهم أن الصلاة جائزة وصحيحة في ظل كل الاجراءات الاحترازية التي حددتها الدولة.