رغم اقتراب العيد.. جزارون: كورونا أصاب سوق الأضاحي بالركود
كواقع الكثير من مناحي الحياة، سيكون لانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، تأثير بليغ على سوق الأضاحي في مصر، والذي من المفترض أن ينشط في ذلك الوقت مع اقتراب حلول شهر عيد الأضحى المبارك، إلا أن الركود كان السمة الأساسية لأسواق الأضاحي هذا العام.
كما أن الحكومة لم تحسم الأمر حتى الآن بشأن فكرة الذبح والتضحية، إلا أن مختصين أكدوا أن سيكون هناك تأثير على سوق الأضاحي سواء في الأسعار أو الإقبال وطريقة الذبح أيضًا على الصحة، بحسب تجار وجزارين تحدثت معهم "الدستور".
أشرف عبد ربه، مدير إحدى جمعيات اللحوم في منطقة حلوان، يقول: "هذا العام مختلف في كل شيء بسبب فيروس كورونا المستجد الذي له تأثير على الأضاحي، في السوق الآن يشهد ركود ضخم على حصص الأضحية، ولا يوجد أي حجز لها أو شراء حتى الآن"، موضحا أن الجمعية كانت تضحي بالعجول من خلال نظام الاشتراك، بمعنى أن كل 5 أفراد يقومون بشراء عجل تتولى الجمعية عملية ذبحه وتوزيع لحومه بالتساوي بينهم، مبينًا: "لكن إلى الآن لم يسجل أي أحد في هذا النظام، رغم أن السنوات الماضية كان التسجيل يبدأ آواخر رمضان أي قبل عيد الاضحى بشهرين".
وأشار " عبد ربه" إلى أن أغلب المتعاملين مع الجمعية سيلجأون إلى صكوك الأوقاف لكونها الأضمن في الوقت الحالي، فالبعض لديه تخوف من أن يكون الذبح غير آمن على صحته هو وأفراد أسرته لاسيما أن مشاهدة الذبح هي من السنن المحببة لدى المسلمين.
أما منصور السيد، أحد تجار الجلود في منطقة سور مجرى العيون، يقول أن عدم الإقبال على عمليات الذبح هذا العام سيكون له تأثير واضح على تجار الجلود في سور مجرى العيون، والذي يعتبر عيد الأضحى بالنسبة لهم موسم للرزق، مضيفا "هذا العام نتوقع عدم وجود إقبال كبير على محلات الجزارة أو الجمعيات التي نتعامل معها، وتبيع لنا الجلود الخاصة بالأضحية أو يقوم المواطنون ببيبعها لنا، لأن الأغلب سيعتمد على الصكوك الحكومية لأنها الأكثر آمانًا في الوقت الحالي".
وأاضف " السيد": "رغم أن هناك جزارون وجمعيات استهلاكية أعلنت أنها ستتبع طرق آمنة للذبح، لكن المؤكد أن المواطنون سيخشون خوض التجربة في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد الحالية، ولأن أغلب الذبح في مصر يكون في الشوارع وليس في أماكن آمنة".
أما سيد أبو العلا، صاحب محل جزارة في مدينة 15 مايو، فقال أن الركود ضرب سوق اللحوم الحمراء منذ أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، وليس في الوقت الحالي فقط بسبب العيد، مبينًا أن اليوم ممكن أن يمر دون أن يأتي أي زبائن للجزارة وهو لم يحدث من قبل.
لفت إلى أن الجزارين يعانون من قلة العمل والإقبال على اللحوم في الوقت الحالي، وكان الأمل الوحيد هو أن تنفرج الأزمة قرب عيد الأضحى وذلك لم يحدث، ولهذا السبب توقع ألا يكون هناك إقبال على شراء أضاحي العيد هذا العام.
ويبلغ استهلاك مصر السنوي من اللحوم الحمراء 1.2 مليون طن من اللحوم، فيما تنتج 390 ألف طن وتستورد 250 ألف طن، وتبلغ نسبة الإنتاج المحلي في مصر للحوم 65% بينما إجمالي حجم الاستيراد فيبلغ نحو 35%.
واتساقًا مع ذلك، بثت دار الإفتاء المصرية فيديو مباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" لشرح طريقة الأضاحي هذا العام، مع المستجدات التي فرضها فيروس كورونا المستجد على الجميع.
وعلق الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين دار الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا: "مسألة الأضحية هى شعيرة وسنة مؤكدة عن النبي، وهو شئ ليس له علاقة بوجود الحج من عدمه، فإذا منع الحج فإن الأضحية قائمة".
وأضاف " عاشور" في الفيديو: "لن تمنع الأضحية لأن لدينا وسائل كثيرة، من الممكن فقط أن نقول لا يوجد أضحية إذا كانت طريقة الأضحية تقتصر على الشوارع لعدم خلق تجمعات للناس، والدماء، بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد لذلك فالأضحية قائمة لكن الطريقة مختلفة".