في ذكراه.. «مستجاب» يبدع ولا ينقل: أي فنان لا يشاغب «مكرر»
تحل اليوم، الذكرى الـ15 لرحيل الأديب المصري محمد مستجاب، الذي رحل عن عالمنا في 26 يونيو لعام 2005، عن عمر ناهز الـ67 عامًا، بعد أن أصيب بفشل كبدي.
وكان محمد مستجاب واحدًا من كتاب القصة القصيرة البارزين، وصوتًا له خصوصيته النابعة من تشرب أصيل للقيم الحضارية التي أنتجتها صعيد مصر اجتماعيًا وجماليًا، كما كان مغرمًا بالخروج عن منظومة السائد والعادي، ومؤثرًا في الحياة الأدبية، لما له من رؤية في الفن والحياة.
وفي حوار له بمجلة "القاهرة" بعددها رقم 81، والصادر في 15 مارس لعام 1988، بعنوان "حوار مع القاص محمد مستجاب" للكاتب حسن سرور، تحدث حول طريقه الخاص في حقل القصة بجمالياتها شديدة التفرد، وشديدة المجاوزة.
ويرى مستجاب أن الصعيد بخرافاته وطقوسه وعاداته وتقاليده وتكوينات جسده الحي بعيد جدًا عما نقرأه من كتابات نظرية (مدرسية)، فالصعيد منجم يحتاج إلى دراية لفتحه والوصول إلى معدنه، مستطردًا: "أما كيف يمكن ذلك فلا أعرف، إنما هي حاسة غامضة يتمتع بها الأعرابي قبل أن يتسلح بها الجيولوجي".
وعن سؤال الكاتب بأن مستجاب يقدم صعيدًا مختلفًا عن الصعيد الذي تقدمه بعض الكتابات، قال: "إنه ليس الصعيد فقط هو المختلف عن بعض الكتابات، إنما مصر المكتوبة ليست هي مصر المعروفة، إلا فيما ندر من كتابات يحيى حقى ويوسف إدريس وصبري موسى ويحيى الطاهر، ولكنى لا أقع في محظور ما يسمى بأن الكتابة الفنية ليست هي الواقع منقولًا".
وعن اتهامه بإثارة الشغب التشكيلي في عالم القصة القصيرة؛ أكد: أن ذلك لا يعتبر اتهامًا، فإن أي فنان لا يحدث جدلًا أو شغبًا بين عمله الفني وبين القائم من الإبداعات فإنما هو - بمعنى من المعاني – كاتب عادي (أو كاتب مطبوع)، ولقد استلهمت واخترعت أنواعًا من القص وأخرى من الأبنية جديدة وطيبة ومشاكسة، فليس من المعقول أن نأتي بعد يحيى حقي ويوسف إدريس، ونقع ضحية لهما بما أسهما به في القصة القصيرة.