«ريحة الحبايب».. نسرين توفي ابنها فحافظت على صديقه الوفي
القوة أنثى، وعندما تكون هذه الأنثى أمًا تتضاعف القوة ويزداد الحب ويمتزج كل هذا بالشجاعة الكافية لمواجهة أي شيء في العالم، حتى ولو كان السرطان، ذلك المرض الذي يطرق بيت أحدهم، فيخيم بظلاله الرمادية على كل سكانه، ولا يتركهم في أحسن الأحوال.
لكن القوة الخارقة التي تمتلكها نسرين عبد العزيز كانت سبيلها لعبور هذا الاختبار الصعب، حين أصيب نجلها "محمد" بنوع نادر من سرطان الجلد يسمى بـ "ميلانوما"، وهو مرض ليس له علاج حتى الآن، وبدأ الأطباء في تهيئة الأم بأنها ستفقد نجلها في ريعان الشباب.
اعتقد الأصدقاء أن هذا المرض معدي وقد ينتقل إليهم، فابتعدوا عن صديقهم، فاختار محمد لنفسه صديقًا وفيَا، حيث اشترى كلبا رافقه لمدة شهرين فقط قبل انتقاله إلى الحياة الأخرى، لكن هذا الكلب ظل ذكرى من الولد لأمه، فقد صارا صديقين قبل الرحيل وأصبح الصديق الوفي الجديد يحمل روح صاحبه ويطوف بها في المنزل.
تشعر نسرين بأن محمد ما زال بجوارها، حتى بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الوفاة، إلا أن الصديق الوفي يحيط بها يحس بآلامها ويخفف عنها ألم فراق الإبن.