توفيق «راسين فى الحلال».. كيف كانت إعلانات الزواج قديمًا؟
تطارد رحلة البحث عن "النص الحلو" الشباب والفتيات بمجرد انتهاء مرحلة الثانوية العامة أو الجامعة، كلًا على حسب ثقافته، ومع اختلاف طرق البحث تبقى الأمنية واحدة، وهي كسب شريك حياة حنون، وعلاقة دائمة لا تشوبها شائبة، وهذا ما تناولته العديد من الأعمال الفنية مثل فيلم الزواج على الطريقة الحديثة.
ومع الظروف المعيشية الصعبة، وفشل البعض في خلق مجال عام للتعرف على الجنس الآخر، لجأت احدى الفتيات مؤخرًا لخطوة جريئة أثارت الجدل، عندما أعلنت عن رغبتها في الزواج بفيديو قصير، لاقى ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لها، لكن قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.. كيف كانت طلبات الزواج من قبل؟
- توفيق "راسين في الحلال".. برعاية الصحف القومية
"وسيم- لديه مهنة محترمة- يراعي ربنا فيا".. لم تكن مها أسامة صاحبة الفيديو هى الأولى، بل شهدت الكثير من الصحف قديمًا تبويبًا خاصًا بطلبات الزواج، حيث يرسل العريس أو العروسة شروط الشريك المطلوب، مع وضع وسيلة للتواصل سواء تلفونيًا أو عنوانًا للمنزل، وكان البعض يلجأ بالتنويه عن اسمه بأول حرفين، وآخرون يقدمون صورة مع الطلب.
وكان الكثير من طلبات الزواج تتسم بالغرابة، مثل رجل يشترط زوجة فائقة الجمال، أو غنية، أو سيدة تشترط وسامة فائقة للرجل الراغبة في مقابلته، وأيًا كانت الطلبات لم تكن هذه الوسيلة محل انتقاد، بل على العكس كانت مقبولة اجتماعيًا.
- طرق إعلانات طلب الزواج قديمًا
كل ما عليك التوجه لمكتب الزواج الخاص بالصحيفة، ووضع الشروط المراد تواجدها في شريك الحياة، وانتظار "مكالمة الفرج" عند تواجد الشروط المناسبة في رجل أو امراة حسب نوع الجنس المطلوب، وبالتالي تنسيق موعد للقاء بين الطرفين.
كانت جريدة الجمهورية القومية واحدة من أشهر الصحف التي تخدم هذا التبويب، من خلال توظيف شخص مسئول عن استقبال طلبات الزواج، وكانت تخصص بابًا عنوانه "النصف الحلو" و"أريد زوجًا.. أريد زوجة"، فكل ما عليك أن تنتظر مكالمة مكتب الصحيفة لتحديد اللقاء الأول بينك وبين الطرف الآخر.
المجتمع وقتها كان متقبلًا بشكل كبير لمثل هذه الطلبات، التي تحولت بعد ذلك وأخذت أشكال أخرى مثل "الخطابة" ومكاتب الزواج، وبعد ظهور الإنترنت، أصبحت المساعدات على الزواج أيضًا حاضرة بقوة، بدءًا من مجموعات "جروبات" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو مواقع خاصة بالدردشة والتعارف، ومؤخرًا تطبيقات خاصة بذلك مثل "هارمونيكا".
- "الخاطبة".. مهنة منقرضة في عصر السوشيال ميديا
"الخطابة" من المهن التى اندثرت ولا تزال تلفظ أنفاسها الأخيرة في مجتمع قرر الانفتاح على نفسه، واستبدالها بالشبكة العنكبوتية، وعُرفت منذ القدم وهي مهنة لأقدم النساء فى المنطقة أو الحى، لديها قائمة بأسماء الفتيات، حيث تلجأ إليها أمهات العرائس من أجل توفير شريك الحياة، وانتشرت بشكل كبير فى عهد الدولة الفاطمية فى مصر.
لكن "السوشيال ميديا" أسهمت بشكل كبير فى اندثار هذه المهنة، فبمجرد الضغط على زر، تجد طلبات الزواج من كل أنحاء العالم، كل ما عليك هو الاختيار وتحديد المقابلة.
وكانت مها أسامة، قد أثارت الجدل بشكل كبير، بالبث المباشر الذي ظهرت فيه، قائلة "أنا مها أسامة عندي 32 سنة، وعارضة نفسي للجواز على الفيس بوك، وعارفة القرار مش سهل وهيجيبلي مشاكل كتير"، ثم استكملت: "مفيش خروج ومفيش كافيهات ومفيش جيمات والدولة شايفة أن ده الصح عشان تحافظ على صحة مواطنيها، والطبيعي دلوقتي أن كل بني آدم يعمل اللي هو شايفه صح، وزي ما الدولة عملت وخدت الإجراءات عشان تحافظ علينا كل واحد يعمل اللي شايفه صح اللي يحافظ على سلامته".
لمشاهدة الفيديو أضغط على الصورة