غدًا.. اليوم الدولي للأرامل فى ظل تزايد أعدادهن بسبب كورونا
يحيي العالم غدا " الثلاثاء" اليوم الدولي للأرامل 2020، وذلك بهدف إسماع أصوات الأرامل والتعريف بتجاربهن وحشد الدعم لهن فى ظل تزايد أعدادهن بسبب تفشي فيروس كورونا.
ويعد اليوم الدولي للأرامل فرصة لحث المجتمعات على العمل من أجل تحقيق الحقوق الكاملة والاعتراف بالأرامل اللواتي يتجاهلهن المجتمع الدولى بسبب ندرة البيانات، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود زهاء 260 مليون أرملة في كل أنحاء العالم، يعيش عُشرهن في فقر مدقع.
ويحمل اليوم الدولى للأرامل هذا العام شعار " إدراج الأرامل في العمل من أجل إعادة البناء بشكل أفضل فى ظل كوفيد-19"، حيث أدت جائحة كوفيد - 19 إلى تفاقم وضع الأرامل وزيادة عددهن في الأشهر القليلة الماضية بسبب العدد الكبير من الوفيات الذى تسببت فيه الجائحة، فضلا عن الفصل عن مصادر الدعم الاجتماعي والاقتصادي والأسري المعتادة.
وفى رسالته بهذه المناسبة، قال "أنطونيو جوتيريش " الأمين العام للأمم المتحدة إن العالم يحتفل باليوم الدولي للأرامل هذا العام فى ظل استمرار عدد الوفيات بسبب كوفيد-١٩، خاصة بين للرجال، مؤكدا إنها لحظة مناسبة للتركيز على أبعاد الأزمة المنسية في أغلب الأحيان، وهى حياة الأرامل ومستقبلهن التي تركت وراءها.
وأضاف: إن وفاة الشريك في أي وقت يمكن أن تترك العديد من النساء دون حقوق في الميراث أو الملكية. وفي أوقات الوباء، غالبًا ما تتضاعف هذه الخسائر للأرامل ويصاحبها وصمة العار والتمييز، ويمكن أن تؤدي المستويات غير المسبوقة من العزلة والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن أزمة كوفيد19 إلى زيادة تقويض قدرة الأرامل على إعالة أنفسهن وعائلاتهن، مما يعزلها عن الاتصال الاجتماعي في وقت حزن عميق.
وتابع غوتيريش:بينما نسعى جاهدين لمعالجة جائحة كوفيد 19، يجب على الحكومات العمل على تضمين دعم احتياجات الأرامل الفورية في برامج التحفيز المالي، على سبيل المثال من خلال الوصول إلى التحويلات النقدية. وبينما نعمل على إعادة البناء بشكل أفضل من هذه الأزمة، يجب أن تكون جهود الإنعاش مصحوبة بتغييرات هيكلية طويلة المدى، بما في ذلك إنهاء القوانين التمييزية التي تحرم المرأة من حقوق متساوية مع الرجل وتضمن توفر الحماية الاجتماعية، حتى لا تبدأ النساء على نحو سيء.
فنحن نحتاج أيضًا إلى بيانات جيدة، مقسمة حسب العمر والجنس، لضمان احتساب الأرامل ودعمهم، الآن وفي المستقبل.
بدورها، قالت " فومزيل ملامبو نغوكا" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إنه على مدى الأشهر العديدة الماضية، رأينا الطرق العديدة التي يؤثر بها جائحة كوفيد-19 على حياة النساء والرجال بشكل مختلف.. في جميع المجالات، من الصحة إلى الاقتصاد، والأمن إلى الحماية الاجتماعية، تتفاقم آثار الوباء على النساء والفتيات. وفي الوقت نفسه، تميل الوفيات الناجمة عن الفيروس إلى أن تكون أعلى لدى الرجال.
وأضافت إلى أن مركز بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، يعرض "عدد النساء" من خلال بيانات منظمة الصحة العالمية التي تظهر أن الرجال يمثلون 59 % من وفيات فيروس التاجي في إيطاليا، و68 % في المكسيك، و77 % في تايلاند. وهذا يمثل خسارة بشرية مدمرة، ومن المرجح أن يترك عشرات الآلاف من النساء الأرامل حديثًا في الوقت الذي يتم فيه قطعهن عن الدعم الاجتماعي والاقتصادي والأسري المعتاد.
وتابعت:"بالفعل، كانت الأرامل غير مرئية إلى حد كبير، وغير مدعومة وغير قابلة للقياس في مجتمعاتنا. وتشير أحدث الأرقام التي لدينا (2015) إلى أن حوالي 258 مليون امرأة على مستوى العالم قد ترملت.
ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير وأن ينمو بشكل أكبر مع استمرار انتشار الفيروس التاجي وتأثيراته على الصحة في جميع أنحاء العالم.
وذكرت ملامبو نغوكا، أن تجربة الأوبئة السابقة تظهر مثل فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز والإيبولا، أن الأرامل غالبًا ما يحرمن من حقوق الميراث، وتم الاستيلاء على ممتلكاتهم بعد وفاة الشريك، ويمكن أن يواجهن تمييزًا شديدا، باعتبارهم "حاملات" للأمراض.
ودعت ملامبو نغوكا، إلى ضرورة عدم ترك الأرامل خارج عملنا "لإعادة البناء بشكل أفضل" من كوفيد 19 لنتأكد من أن تعافينا يعطي الأولوية لاحتياجاتهم الفريدة ويدعم المجتمعات لتكون أكثر شمولًا ومرونة ومساواة للجميع.