حين أرادوا قتل «المنشاوي».. محطات في حياة الصوت الباكي
صوته العذب يستطيع أن يأخذك إلى عالم آخر فور سماعه، يرتل القرآن بهدوء تام، استطاع أن يخلق لنفسه جمهور كبير من السامعين حتى بات من أشهر المرتلين للقرآن في العالم العربي، وليس مصر فحسب، هو الشيخ المنشاوي الذي له تاريخ طويل مع قراءة القرآن وتلاوته، والذي يوافق اليوم ذكرى رحيله عن عالمنا.
"الشعراوي والمنشاوي.. ماذا قال عنه؟"
لُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ"الصوت الباكي"، وحتى الآن ما زال هذا اللقب يتردد على آذان محبيه، لعل ما يتذكره محبو الشيخ المنشاوي، ما قاله إمام الدعاة الشيخ الشعراوي عنه، حيث قال: "إنه ورفاقه الأربعة مقرئون؛ الآخرون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتي يرث الله -سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها".
"أسرار من حياته"
تزوج الشيخ محمد صديق المنشاوب مرتين، أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن زوجته الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وتوفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام.
"وفاته"
في عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969م، بعد وفاة زوجته الثانية بعام.
"رفضه التلاوة أمام عبد الناصر"
لعل من أبرز المواقف التي يتذكرها المصريون للشيخ محمد صديق المنشاوي، رفضه تلاوة القرآن الكريم أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث وجّه أحد الوزراء في عهد عبد الناصر الدعوة للشيخ المنشاوي، قائلا: "سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر"، ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: "ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبدالناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي؟".
ورفض الشيخ محمد صديق المنشاوي أن يلبي الدعوة قائلًا: "لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله".
"محاولة قتله بالسم.. ونجاته"
حاول أحد الأشخاص الذي يملأ الحقد قلبه أن يقتل المنشاوي بالسم، حيث دعاه لتناول العشاء عنده بعد سهرة تلاوة ليلية، وأوصى الطباخ بتقديم طبق محدد من الأكل به سم، إلا أن ضمير الطباخ استيقظ وأفصح عن الواقعة للشيخ بصوت خافت، ما جعل المنشاوي يترك السهرة ويعتذر عن استكمالها مدعيا إعياؤه للإفلات من محاولة القتل.