الملحمة الخالدة.. أبطال وصُنّاع «لن أعيش فى جلباب أبى» يتحدثون
قبل ما يزيد على ٢٤ عامًا كان العرض الأول لمسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، بطولة الفنان الراحل نور الشريف والفنانة عبلة كامل، إخراج أحمد توفيق، قصة إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار مصطفى محرم. بالطبع، لم يتوقع المشاركون فيه سوى النجاح فى موسم العرض الأول، على أقصى تقدير، غير أن ما حدث بعد ذلك كان مفاجئًا للجميع، فمع كل عرض للمسلسل تزداد نسبة المشاهدة، وليس أدل على ذلك من اصطفاف الجمهور الآن أمام شاشة «دى إم سى دراما» لمتابعة حلقاته. تابع الجميع قصة كفاح «عبدالغفور البرعى» بإعجاب شديد، وتعلقوا بقصة حبه مع «فاطمة»، وغضبوا كثيرًا من «عبدالوهاب»، وضحكوا مع «سنية» و«بهيرة» و«نفيسة- نوفا» و«نظيرة»، أحبوا «المعلم إبراهيم سردينة»، وكرهوا «نبيل- ابن الوزير». «الدستور» التقت عددًا من أبطال المسلسل، للحديث معهم عن سر انجذاب الجمهور للعمل، وكواليس خروجه إلى النور بهذا الشكل.
عبدالرحمن أبوزهرة:..«حاسس إنى لسه مخلص تصوير من ردود الأفعال»
كشف الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة، صاحب شخصية «المعلم إبراهيم سردينة»، عن أنه تلقى ردود أفعال عديدة مع إعادة عرض المسلسل مرة أخرى، معبرًا عن سعادته الكبيرة بذلك النجاح الذى جعله يشعر وكأنه انتهى من تصوير المسلسل منذ وقت قريب. وقال: «هذا النجاح المستمر نتج عن حب العاملين فى المسلسل بعضهم بعضًا دون النظر لحجم الدور، بجانب أنه عمل درامى متكامل العناصر يتسم بالبساطة»، مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء تصوير المسلسل سافر للخارج، وعاد بعد العرض ليفاجأ بالمواطنين فى المطار ينادونه بـ«المعلم سردينة»، وحينها أدرك مدى نجاح دوره وتعلق المشاهدين به. ورأى أن التعلق بشخصية «المعلم سردينة»، بعد مرور ٢٤ عامًا على العمل، يرجع إلى قيمته الكبيرة وتأثيره على نفوس الناس التى تبحث عن وجود مثل هذه الشخصية «التى تحب الخير وتساعد الجميع دون خوف».
مصطفى محرم: رفضت القصة فى البداية.. و«مكنتش مصدق إنها هتنجح كدا»
قال الكاتب والسيناريست الكبير مصطفى محرم، الذى قدّم السيناريو والحوار بالمسلسل، إن العمل يعرض منذ ٢٤ عامًا، وفى كل مرة يُقبل عليه الناس بشغف، معتبرًا أن «هذا دلالة على كره الناس الأعمال الرديئة ومحاولتها الهروب للأعمال الدرامية القريبة منهم». وأضاف «محرم»: «المنتجة ناهد فريد شوقى سبب ظهور المسلسل للنور، حيث أتت إلىّ فى وقت لم يكن هناك عمل فى السينما، (ونفسيتى وقتها كانت تعبانة)، وعندما أحضرت القصة رفضت العمل، لأننى كنت أرفض العمل فى التليفزيون، لكن إصرارها دفعنى للقبول وأن أطور من القصة، لأنها كانت ضعيفة»، موضحًا: «القصة مكانتش عجبانى، ومكنتش مصدق النجاح الكبير ده ليها.. عشان كده كنت هندم لو رفضت ونجح بالطريقة دى». وأشار إلى أن المسلسل إبداع مصرى حقيقى، خاصة بعد تطوير قصة إحسان عبدالقدوس وإلغاء شخصية «عبدالستار» فى الرواية، وهو ابن الحاج عبدالغفور البرعى، ودمج شخصيته بشخصية «عبدالوهاب»، وهو فى الرواية هاجر إلى بريطانيا واستطاع أن ينجح ويعيش خارج الجلباب دون الحاجة إلى والده، لافتًا إلى أن «عائلتى سيد كشرى والحاج إبراهيم سردينة لا ذكر لهما فى الرواية».
ناهد رشدى: «فرح سنية» لم يخلُ من المشاهد الارتجالية والعفوية بقرار من المخرج
أعربت الفنانة ناهد رشدى، التى لعبت دور «سنية»، عن دهشتها مما حدث عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتفاعل مع مشهد فرحها على «ابن الوزير» حتى أصبح «تريند» رقم واحد فى مصر، مرجعة سبب التفاعل مع حفل الزفاف من «جيل الفيسبوك» إلى فقدانهم الشعور بالبساطة والدفء الأسرى الذى حدث أثناء إتمام مراسم الزواج عكس ما يحدث الآن من تكاليف باهظة دون فرحة حقيقية.
وقالت إن ردود الأفعال حاليًا لم تحصدها منذ ٢٥ عامًا مضت، مضيفة: «لم أتوقع نجاحه بهذا الشكل الكبير من جديد خاصة مع (جيل التكنولوجيا)، بينما النجاح كان متوقعًا عند عرضه لأول مرة بسبب حب الناس فكرة الكفاح لتكوين أسرة والنجاح دون غش أو سرقة أو بأفعال خارجة على القانون».
ورأت أن السبب الرئيسى فى استمرار نجاح المسلسل مع كل عرض تليفزيونى هو الروح الأسرية التى ربطت بين الأبطال القائمين على العمل، بجانب رسالته الحقيقية التى بعث بها للجميع، سواء الشباب أو كبار السن، وهى «الأمل»، والاجتهاد للوصول لكل ما يريدونه بصورة شريفة، بجانب التركيز على صورة الرجل الأصيل وتمسكه بزوجته وعدم الزواج بأخرى، فضرب أروع الأمثلة فى الحب والمودة والرحمة، ووجود الأسرة وتشابكها بشكل خفيف على قلوب المشاهدين.
وقالت إن «فرح سنية» لم يخلُ من المشاهد الارتجالية والعفوية لجميع طاقم العمل، مضيفة: «الفنانين محدش كان بيمثل، وهذا كان بناءً على طلب من المخرج بالتعامل دون النظر للكاميرا أو الشعور بها، ليصبح الجميع على طبيعته».
ولفتت إلى أن الفنانة الراحلة سهير البارونى فى المشهد الذى أخرجت فيه «كيس بلاستيك أسود» من ملابسها لتخزين طعام من «البوفيه» كان ارتجاليًا ولم يتوقعه أحد، متطرقة فى حديثها إلى أن جملة عبلة كامل «كل إنت يا عبده مالكش دعوة بحد» فلم تكن فى السيناريو بل كانت نابعة من طبيعة الفنانة.
وتابعت: «إحنا كنا بناكل بجد وقتها وبنضحك بجد، لدرجة إنى كنت باستخبى من الكاميرا عشان مظهرش كتير، بس لو أعرف إنه هيحقق النجاح ده كله كنت ظهرت كل شوية، والنجاح توفيق من الله». وعن الكواليس، قالت إن الفنانة عبلة كامل كانت تتعامل على أساس أن فريق العمل أسرة واحدة حقيقية، فكانت تحضر معها يوميًا لموقع التصوير «فول بالثوم»، بجانب أن الفنان الكبير نور الشريف كان يحاول أن يخفف وطأة التوتر التى كانت تتملك جميع الشباب بالضحك. وجددت «ناهد» التعبير عن فرحتها بنجاح المسلسل، قائلة: «ما حدث فى الأيام الماضية جعلنى أشعر بفرحة كأننى أدخل عالم الفن وأحقق النجاح لأول مرة».
رأى الفنان رشوان توفيق، الذى جسّد دور الوزير مصطفى عبدالمطلب فى المسلسل، أن عبقرية وإبداع النص الذى خرج من المؤلف مصطفى محرم، والمخرج العبقرى أحمد توفيق، واختياره الفنان نور الشريف- رحمه الله- للبطولة وراء المتعة التى يشعر بها المشاهدون مع كل عرض للعمل.
وقال: «توفيق لم يخش أن يعطى الفنانة عبلة كامل بطولة مطلقة وكانت الأولى لها، بجانب ظهور ياسر جلال وهو أول عمل له.. الجميع أبدع فى مكانه»، مضيفًا: «المسلسل كان اجتماعيًا يمس كل البيوت.. مش ضرب وبلطجة وسكاكين وقلة أدب»، معتبرًا أن «الناس فعلًا مفتقدة روح الأسرة وهذه النوعية من المسلسلات، فهى الجسر الذى هرب عليه الناس من أفلام البلطجة».
محمد رياض: ينافس جميع المسلسلات التى تعرض فى توقيته
أرجع الفنان محمد رياض، الذى لعب دور عبدالوهاب الابن الوحيد لـ«عبدالغفور البرعى»، تصدر المسلسل محركات البحث هذه الأيام إلى الإخلاص والجدية فى النص للأديب إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، و«غول» الإخراج أحمد توفيق، وقبل ذلك الفنان الكبير نور الشريف، بجانب كوكبة من النجوم الذين أحبوا أدوارهم كأسرة حقيقية.
وقال: «أنا هقول سر لأول مرة الناس هتستغربه.. أنا عمرى ما شوفت المسلسل ده لآخره أبدًا، أول مرة أشوفه كامل اليومين دول بسبب حب وشغف الناس به، لأن وقت عرضه كان عندى مسلسل اسمه (هارون الرشيد) شغال عليه، ومكناش عارفين ردود الأفعال لغاية ما لاقينا العالم كله بيتكلم».
وأضاف: «من ضمن المواقف الخاصة بالمسلسل إننا كنا مرة بنصور فى البر الغربى والناس شافونى أنا ونور الشريف وعبلة كامل، كانوا تقريبًا هيشيلوا العربية بينا من الفرحة، الناس كانت بتصرخ على عبدالوهاب، والسنة دى كم التفاعل من الناس خلانى أحس كأنى بانجح لأول مرة»، مشيرًا إلى أن المسلسل ينافس جميع المسلسلات التى تعرض فى نفس العام.
ولفت إلى أن الفنان نور الشريف كان يدعمه دائمًا، وقال له ذات يوم: «إنت بقيت جاى على بطاقتى خلاص»، معتبرًا أن نجاح المسلسل بهذا الشكل فى الوقت الحالى لكونه أقرب للأسرة المصرية البسيطة، سواء فى تعامل الآباء أو شكل المنازل والملابس.
فسرت الفنانة منال سلامة، التى لعبت دور «نفيسة»، النجاح الذى حققه المسلسل بإخلاص جميع القائمين عليه، وقالت: «مسلسل اتعمل من القلب، واللى بيتعمل بقلب بيوصل للقلب بسرعة ودون عناء».
وعن كواليس العمل قالت: «أنا كنت حامل وقتها فى ابنى على، عشان كده فى مشاهد ليا مش واقفة كاملة أو ظاهرة براسى بس عشان علامات الحمل متظهرش، تحديدًا فى مشهد فرح (سنية) مش واقفة بالكامل، لأنى المفروض وقتها إنى آنسة».
وأضافت: «أما باقى المسلسل لما اتجوزت ورحت منزل (خضير) فكنت حامل فعلًا، وعبلة كامل كانت تمارس دور الأم معايا، وكانت بتجيب لى لبن وعسل، وتقول لى خدى اتغذى عشان صحتك أنت والبيبى».
وتابعت: «كنا نتمنى أن يكون المسلسل نقطة انطلاق لنا كفنانين، ومن هنا كنا نعمل كفريق واحد لإخراجه بأفضل صورة»، معبرة عن سعادتها بوجود جيل جديد يشاهد المسلسل.
وفاء صادق: تعليقات السوشيال ميديا «لطيفة»
قالت الفنانة وفاء صادق، التى لعبت دور «بهيرة»، إن نجاح المسلسل من جديد، بعد مرور ما يزيد على ٢٤ عامًا على إنتاجه، يرجع إلى كونه مسلسلًا عائليًا اجتماعيًا لا يخص جيلًا بعينه، وإنما يصلح لمختلف الأجيال ويتناسب مع جميع البيوت المصرية من مختلف الطبقات. وأضافت أن النجاح الذى حققه المسلسل من جديد أبهر الجميع، وجعلهم يشعرون بالفخر للمشاركة فيه. وتابعت: «ردود الأفعال من رواد السوشيال ميديا لطيفة.. والإحساس بالنجاح حاجة ممتعة طبعًا، خصوصًا مع ثالث جيل منذ إنتاجه».