سنوات الصمود والإنجاز«9»
العفى محدش يقدر ياكل لقمته.. كيف رفع الرئيس تصنيف الجيش إلى التاسع عالميًا؟
بات كثير من المصريين ممن كانوا يتساءلون حول المبررات التى دفعت الدولة لشراء أحدث الأسلحة المتطورة للجيش المصرى، يملكون إجابات شافية واضحة عن أسباب ذلك، فى ظل ما يرونه حولهم من إرهاب يتوغل ودول تسقط وجيوش تنهار ومخاطر تتزايد.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى يمتلك البصيرة الكافية لكل ما يحدث الآن، وكانت لديه رؤية ثاقبة فى تحديث وتطوير المنظومة العسكرية، تجلت فى جملة كررها مرارًا وهى أن «من لا يملك جيشًا وطنيًا وسلاحًا عصريًا لا يملك أمنًا».
ولذلك بدأ، منذ اللحظة الأولى له فى الحكم وعلى مدار ٦ سنوات، فى إعادة تسليح القوات المسلحة بمنظومة حديثة ومتطورة، إلى جانب إحداث نقلة نوعية من حيث التدريب والوعى والثقافة وخوض تدريبات مشتركة مع دول شقيقة وصديقة كى لا نكون بمعزل عن العالم.
وكان طبيعيًا مع كل هذه الجهود، التى نستعرضها فى السطور التالية، أن يصبح الجيش المصرى الأقوى عربيًا والتاسع عالميًا، متجاوزًا جيوش دول تركيا وألمانيا وإسرائيل وإيران وجيش البرازيل الذى جاء عاشرًا، حسبما جاء فى تقرير موقع جلوبال فاير، المتخصص فى تصنيف الجيوش.
الجوية.. انضمام «الرافال» والمروحيات الروسية
فى إطار تطوير القوات الجوية، انضمت إلى القوات المسلحة دفعات من الطائرات متعددة المهام المختلفة، من بينها مقاتلات الجيل الرابع طراز «رافال»، وفقًا للبرنامج الزمنى المحدد، فى إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع دولة فرنسا، بما يحقق نقلة نوعية فى قدرات القوات الجوية على القيام بمهامها فى دعم جهود الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. كما انضمت المروحيات الروسية «كا ٥٢- التمساح» الهجومية، بالإضافة إلى طائرات الميج ٢٩ روسية الصنع، و«إف ١٦ سى بلوك ٥٢»، بالإضافة إلى طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوًا «الأواكس E٢C»، لتشهد القوات الجوية تحديثًا شاملًا، وتكون للجيش المصرى ذراع طولى، تدافع عن أمنه فى أى من الاتجاهات الاستراتيجية.
البحرية.. «الميسترال» تصل المنطقة لأول مرة.. وغواصات ألمانية بقدرات عالية
شهدت القوات المسلحة خلال ٦ سنوات العديد من الأنشطة والفعاليات التى أكدت قدرة وكفاءة الجيش على حماية ركائز الأمن القومى المصرى، والعمل وفق استراتيجية شاملة لتطوير إمكانياتها وقدراتها فى التدريب والتسليح والبناء للفرد المقاتل وتطوير النظم المعيشية والإدارية على مستوى الأفرع الرئيسية والهيئات والإدارات التخصصية المختلفة، بما يمكنها من مواجهة المتغيرات والأحداث والتحديات التى تفرضها الظروف الراهنة، فى ظل تنامى فكر متطرف وأفكار هدامة يتبناها بعض الجماعات المتطرفة ويتخذها ذريعة للتدمير والإرهاب والتخريب.
وفى مجال التطوير والتحديث وإدخال النظم القتالية الحديثة، جرى تطوير قدرات القوات المسلحة القتالية فى جميع الأسلحة والتخصصات، حيث استمرت خطط التطوير بتسليح القوات البحرية بحاملتى الطائرات الهليكوبتر الميسترال «أنور السادات» و«جمال عبدالناصر»، لتمتلك مصر للمرة الأولى فى تاريخها، كأول دولة فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، هذه النوعية من حاملات «الهليكوبتر»، وطائرات النقل الجوى الثقيلة الحديثة مثل: الكاسا والأنتينوف والأليوشن.
كما جرى تزويد القوات البحرية بوحدات حديثة ذات قدرات قتالية عالية وفترة بقاء طويلة فى البحر واتزان قتالى عالٍ، بالتعاقد على ٤ غواصات من طراز «٢٠٩١٤٠٠» ألمانية الصنع، لتصبح من أوائل الدول التى تمتلك هذه النوعية من الغواصات، والتى جرى بناؤها بترسانة شركة «تيسين كروب» بمدينة كييل الألمانية، ما يعكس عمق علاقات التعاون بين قيادتى البلدين بمصر وألمانيا.
وتعد الغواصة إضافة وقفزة تكنولوجية تدعم قدرة القوات المسلحة فى حماية الأمن القومى المصرى، وتعزز قدرتها على تحقيق الأمن البحرى وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية فى البحرين الأحمر والمتوسط، والعمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية فى أقل وقت، ما يسهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.
كما تسلمت القوات المسلحة الوحدة الشبحية الأولى «سجم الفاتح» من طراز «جوويند» التى تم بناؤها بشركة «نافال جروب» الفرنسية، وتعد واحدة من أصل ٤ وحدات شبحية تم التعاقد عليها بين مصر وفرنسا، وباقى الوحدات الثلاث يجرى بناؤها بشركة ترسانة الإسكندرية بالسواعد والعقول المصرية بالتعاون مع الجانب الفرنسى من خلال توطين صناعاتها فى مصر، بما يعكس جهود القيادة السياسية ودعمها القوى لدفع علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات، فضلًا عن امتلاك فرقاطة من نوع «فريم» متعددة المهام.
ولعل أهم ما يميز عملية تحديث وتطوير المنظومة العسكرية هى خطط توطين الصناعات العسكرية بالتعاون مع كبرى شركات التسليح العالمية، وصولًا إلى نجاح مصر فى تنظيم أكبر معرض للسلاح، وهو الأول فى تاريخ مصر وفى إفريقيا لتكون محط أنظار العديد من دول العالم فى هذا المجال.
كما تسلمت القوات البحرية الفرقاطة «شباب مصر» بعد وصولها من دولة كوريا الجنوبية، فضلًا عن تطوير وإنشاء بنية تحتية لاستقبال وخدمة هذه الوحدات من أرصفة بحرية ومنشآت وقواعد بحرية.
الدفاع الجوى والدبابات.. تحديث مراكز السيطرة ومحطات الإنذار المبكر
شهدت منظومة الدفاع الجوى، التى تعد القوة الرابعة فى الجيش المصرى، ويطلق عليها «لهيب السماء»، تطويرًا شاملًا وهائلًا، بداية من مراكز السيطرة ومحطات الإنذار المبكر المكونة من رادارات المسح الجوى لمختلف الارتفاعات الشاهقة والمتوسطة والمنخفضة وشديدة الانخفاض، والعاملة بمختلف النطاقات، والتى يمكن لبعضها التقاط الأهداف الجوية ذات البصمة الرادارية المنخفضة «الصواريخ البالستيكية والجولة والطائرات الشبحية».
ويتمثل تعقيد الشبكة المصرية فى احتوائها على أنظمة رادار مصرية وأمريكية وروسية وفرنسية وبريطانية وصينية، بخلاف منظومات صواريخ أرض- جو، متعددة المصادر، لتكتمل هذه المنظومة بأسطول القوات الجوية. كما شهدت القوات المسلحة أيضًا انضمام مجموعة من ناقلات الجند المدرعة المتطورة، التى تسهم فى دعم القدرات القتالية لعناصر القوات المسلحة فى تنفيذ مختلف المهام، خاصة فى الحرب على الإرهاب، حتى قفز وبشكل ملحوظ تصنيف سلاح الدبابات لدى الجيش المصرى إلى المرتبة الرابعة عالميًا، بعدما كان فى المرتبة الرابعة عشرة.
الرؤية الاستراتيجية.. قواعد عسكرية جديدة على مختلف الاتجاهات
وفقًا لرؤية الرئيس السيسى، كانت هناك ضرورة لتطوير التمركزات العسكرية فى مصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية تضم بالإضافة للقوات البرية المتمركزة بها تجمعًا قتاليًا يشمل قواعد جوية وموانئ بحرية قوية وكافية للتعامل مع مختلف التهديدات الموجهة لمصر من كل اتجاه بسرعة وحسم وتوفير جميع عناصر التأمين القتالى والإدارى والفنى لتلك القواعد.
وشهد الرئيس افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية التى تعد أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر يتمركز بها تجميع قتالى قوى يتوافر به المأوى الحضارى وميادين التدريب المجهزة لمختلف العناصر القتالية والتخصصية.
كما تتوافر بها الأندية والملاعب الرياضية ووسائل الترفيه ومخازن الأسلحة والمعدات والاحتياجات الإدارية والفنية لعناصر الدعم من القوات الجوية والدفاع الجوى والحرب الإلكترونية، فضلًا عن أنظمة حديثة للقيادة والسيطرة والتعاون بين الأفرع والأسلحة المختلفة.
كما تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع القوات المسلحة الأجنبية بشكل حضارى ومتطور يعكس كفاءة القوات المسلحة المصرية ومواكبتها كل حديث ومتطور فى الشئون العسكرية.
كما تم إنشاء قاعدة سيدى برانى العسكرية، وشملت أيضًا تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة ووحدات لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن أعمال التطوير والتحديث لقاعدة الإسكندرية البحرية وعدد من القواعد البحرية والتشكيلات البرية بنطاق الجيشين الثانى والثالث الميدانيين.
كما تم افتتاح قيادة الأسطول الجنوبى بالبحر الأحمر الذى يضم تشكيلات جديدة من المدمرات ولنشات الصواريخ ولنشات المرور الساحلية والوحدات الخاصة البحرية، لتعد نقلة نوعية لقواتنا البحرية لإحكام السيطرة الكاملة على مسرح العمليات بالبحر الأحمر.
التعاون العسكرى.. تدريبات مع جيوش الدول الشقيقة والصديقة
أسهم التطوير غير المسبوق فى تاريخ العسكرية المصرية فى مطالبة مختلف دول العالم بالانخراط فى تدريبات مشتركة مع الجيش المصرى، بعدما أثبتت العسكرية المصرية تفوقًا وتطورًا هائلًا فى إعداد الفرد المقاتل والتزود بأحدث العتاد، وبات الجيش المصرى مرتبطًا بأجندة تدريب على مدار العام، ما كان له بالغ الأثر فى تقدم القوات المسلحة بالتصنيف العالمى. وكان آخر التدريبات المشتركة المناورة «قادر ٢٠٢٠» أو «حماية وطن» فى يناير ٢٠٢٠، وهو التدريب الأضخم والأكبر فى تاريخ القوات المسلحة المصرية الذى أظهر قوة الجيش المصرى من خلال عمليات الفتح الاستراتيجى للقوات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وعلى ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط. وبات الجيش المصرى الأقوى بمنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وهو التقييم الذى ارتكز على تعداد القوات والأسلحة التقليدية وليست النووية.
الحصاد.. تدمير البنية التحتية للتكفيريين بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى
نجحت قوات الجيش، على صعيد مكافحة الإرهاب، فى تدمير البنية التحتية للتكفيريين بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال ووسط سيناء، نتيجة لتطوير الاستراتيجية الأمنية خلال أعمال التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة وعشرات الأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية وقاذفات «آر بى جى»، بالإضافة لكميات هائلة من نترات النشادر والمئات من الشراك الخداعية ودوائر النسف والتفجير عن بُعد، والعديد من أجهزة الاتصال واللاسلكى التى تستخدمها العناصر التكفيرية.