في ذكري رحيله.. أبرز المحطات في حياة متى المسكين
يحيى دير أبو مقار بوادى النطرون، اليوم الإثنين، ذكرى نياحة (رحيل) الأب متى المسكين الـ 14.
وتقتصر فعاليات دير أبو مقار إحياءً لذكرى الأب متى المسكين على إقامة القداسات الإلهية، بحضور رهبان الدير فقط دون حضور شعبي.
ووُلد الأب متى المسكين باسم يوسف إسكندر عام 1919 بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، وكان من عائلة غنية، وتخرج من كليه الصيدلة عام 1943 واشتغل بها حتى عام 1948.
رهبنته
ترهبن الآب متى المسكين في دير الأنبا صموئيل للمعترف في 10 أغسطس عام 1948 كان يطوي الليالي في قراءة الكتاب المقدس بتعمق شديد وفي الصلاة والتسبيح حتى الصباح.
مدبر الرهبنة من سابق عهدها
وفي عام 1951 انتقل إلى دير السريان ـ وادي النطرون ؛ وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغمًا عنه.
وعاش متوحدًا في مغارة وسط الصخور بعيدًا عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أبًا روحيًا لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثًا؛ وهكذا صار رائدًا للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.
وأرجع الآب متى المسكين الرهبنة إلى حياتها الأولى وأحيا من جديد روح الآباء النساك الأوائل بحياته الروحية والنسكية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى روح أبوة وتلمذة وتدبير لأول مرة في برية الأسقيط منذ عصر الآباء الأوائل، مما جمع الشباب المسيحي حوله.
ومن هنا بدأت أول جماعة رهبانية في العصر الحديث متتلمذة على أب روحي واحد كما كانت الرهبنة في بدء تكوينها.
اختياره وكيلا لبطريركية الإسكندرية
في 1954 اختاره البابا يوساب الثاني وكيلًا له في مدينة الإسكندرية حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس 54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثرًا روحيًا عميقًا
عودته لحياة الوحدة
وفي أوائل عام 1955 آثر العودة إلى مغارته بالدير ليكمل حياته الرهبانية في الوحدة والسكون، وعاد إلى دير السريان.
وآنذاك ازداد الإقبال على التتلمذ له في طريق الرهبنة؛ وفي الجمعة 20 يوليو 1956 ترك دير السريان إلى ديره القديم (الأنبا صموئيل) طلبًا لمزيد من الخلوة والهدوء؛فتبعه تلاميذه الجدد إلى هناك؛ ظل هناك 3 سنين رُشح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركًا.
في عام 1960 عاد هو وتلاميذه إلى دير السريان استجابة لطلب البابا كيرلس السادس آنذاك، لكنهم آثروا أن يرجعوا إلى حياة الوحدة والهدوء والكامل للحفاظ على روح الرهبنة الأولى.
فذهبوا إلى صحراء وادي الريان 11 أغسطس 1960 وعاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، بحياة مشابهة تمامًا وفي كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس ومقاريوس؛ واستمروا هكذا 9 سنين.
وازدادت جماعتهم الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم.
وفي تلك الفترة، ألَّف كتبًا روحية كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحي في مصر والشرق الأوسط ويتأثرون بها.
انتقاله لدير الانبا مقار
في عام 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية 12 راهبًاللانتقال إلى دير أنبا مقار بوادي النطرون الذي كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد؛ ولم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان؛ ومباني الدير توشك أن تتساقط.
ومن هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها؛ وأصبح في عام 2006 في الدير حوالي 130 راهبًا.
كما اتسعت في عهده مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهبًا.