الرئيس القبرصي يحذر من تدخل تركيا في ليبيا وعبثها في المتوسط
دعا الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إلى ضرورة تجريد تركيا من وضعها كمرشح محتمل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما لم تقم بتخفيف حدة عدوانها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط واستمرت في تحركاتها الاستفزازية في المنطقة.
-رغبة تركيا في النفط بشرق المتوسط غير قانونية
قال "أناستاسياديس"، في حواره مع POLITICO Europe النسخة الأوروبية من مجلة Politico الأمريكية ومقرها في بروكسل: "إن رغبة تركيا المتزايدة في استكشاف النفط والغاز قبالة سواحل قبرص، وهو الأمر الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي غير قانوني؛ لأنه ينتهك المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجزيرة، لا تزال خطوة بعيدة المنال".
وصرح "أناستاسياديس" خلال حديثه لـ"بوليتيكو": "يجب على تركيا الالتزام بالشروط والأحكام التي تؤهلها لأن تكون مرشح محتمل للانضمام للاتحاد، وإلا فلن يتم قبول ترشيحها، على الرغم من أننا نؤيد انضمام تركيا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، فإننا نفضل أن يكون لدينا جارة أوروبية وليس دولة تتصرف بعدوانية مثلها".
-تفاصيل العقوبات الأوروبية على تركيا
ولفت الرئيس القبرصي إلى فرض الاتحاد الأوروبي بعض الإجراءات التقييدية ضد تركيا، بما في ذلك العقوبات التي فرضتها فبراير الماضي على مواطنين تركيين، والتي شملت فرض حظر سفر عليهما وتجميد أصولهما ردًا على التنقيب عن الغاز الذي تقوم به أنقرة في المياه المتنازع عليها بالقرب من قبرص، مشيرا إلى إنه على ما يبدو لم تكن تلك الإجراءات كافية لردع العدوان التركي.
وأكد "أناستاسياديس" إن إضافة المزيد من الأسماء التركية إلى قائمة العقوبات "أصبح أحد البدائل المتاحة الآن"، موضحا "لم يعد أمامنا خيار آخر سوى معالجة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقرار وقف محادثات انضمام أنقرة إلى عضوية الاتحاد رسميًا هو إحدى الخطوات التي يمكننا اتخاذها من أجل إرسال رسالة قوية إلى تركيا ردا على تحركاتها العدوانية على الرغم من أنني أفضل أن يكون هناك حل سلمي".
كما أشار إلى قرار تجميد مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، والتي بدأت في عام 2005، حيث تحدث مسؤولو الاتحاد في يونيو 2018 عن انتهاك تركيا لمعايير الانضمام إلى الكتلة الأوروبية، على الرغم من أنه لا يزال بإمكان أنقرة الوصول إلى أموال الاتحاد قبل الانضمام.
ولفت إلى إنه كوسيلة لتقسيم الإيرادات إلى حد ما من رواسب الغاز الطبيعي الضخمة التي يعتقد أنها تقع قبالة ساحل قبرص، وتهدئة التوترات مع تركيا، عرض أنستاسياديس على القبارصة الأتراك حصة من عائدات الغاز إذا اعترفت أنقرة باستكشاف الطاقة في نيقوسيا، حسبما ذكرت "بوليتيكو".
وذكر: "أنا مستعد لفتح حساب ضمان لصالح المجتمع القبرصي التركي، وإذا أوقفت تركيا تحركاتها العدوانية، واعترفت بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، فأنا على استعداد بإعطاء القبارصة الأتراك الحق في الاستفادة بالعائدات التي قد تكون نتيجة استغلال الموارد الطبيعية".
-حذر من دور تركيا في ليبيا
وحذر في نهاية حواره، من أن تركيا تلعب الآن أيضًا دورًا رئيسيًا في ليبيا بسبب دعمها لحكومة الوفاق غير المعتمدة في ليبيا، قائلا: "من ناحية تقول تركيا إنها تحاول إيقاف الوضع السلبي في ليبيا، لكنها في الوقت نفسه تقوم بانتهاك الحقوق السيادية للبلاد والقانون الدولي"، مضيفا أن ذلك يشمل "التشكيك في الحقوق السيادية لليونان" من خلال التخطيط لتوسيع استكشافها للنفط في مناطق أخرى من البحر الأبيض المتوسط.