خبير: صراع الديمقراطيين والجمهوريين ليس ببعيد عن احتجاجات أمريكا
قال الدكتور سعيد عكاشة، الخبير في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهد انخفاضا في عدد حوادث مقتل المواطنين على يد الشرطة، مشيرا إلى أن معارضي الرئيس الأمريكي يحاولون استغلال حادث جورج فلويد ضده.
وأضاف عكاشة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج "صالة التحرير"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الصراع السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين ليس ببعيد عن ما يحدث في أمريكا، مؤكدا أن أحداث العنف الجارية الآن في الولايات المتحدة سبق وأن حدثت في فترة التسعينات.
وتوقع الخبير في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عدم استمرار عمليات الشغب في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.
ولا تزال وفاة المواطن الأمريكي جورج فلويد تثير تداعيات خطيرة في الولايات المتحدة، إذ تم إعلان حالة الطوارئ في 25 مدينة واعتقال المئات من المتظاهرين، في وقت ندّد فيه الرئيس ترامب بما يجري.
كما ألقت الشرطة الأمريكة القبض على ما يقرب من 1400 شخص في 17 مدينة أمريكية في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات بسبب وفاة جورج فلويد، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية مساء السبت، لكن من المرجح أن يكون الرقم الفعلي للمعتقلين أكبر مع استمرار الاحتجاجات ليلة السبت وصباح الأحد.
ولفظ فلويد، 46 عامًا، وهو مواطن أمريكي من أصول إفريقية، أنفاسه الأخيرة في ولاية مينيسوتا يوم الاثنين الماضي بعد أن وضع ضابط شرطة ركبته على عنقه لأكثر من ثماني دقائق. وتم تداول شريط فيديو يوثق للجريمة على مدار واسع، وقد ألقي القبض لاحقًا على الضابط ويواجه اتهام بجريمة قتل من الدرجة الثالثة.
وأعلن حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم عن حالة الطوارئ في لوس أنجلس، مؤكدًا أنه سمح بوصول تعزيزات أمنية إلى المدينة بعد اشتداد وتيرة المظاهرات. ويقوم 2500 جندي من الحرس الوطني بدوريات في شوارع مجموعة من الولايات.
وحسب شبكة سي أن أن، فقد تمّ إعلان حظر التجوال في 25 مدينة بـ 16 ولاية، ومن أبرز هذه المدن سان فرانسيسكوو أتلانتا وشيكاغو وفيلاديليفيا وكولومبيا وناشفيل وسياتل، كما فُرض حظر تجوّل ليلي في ولاية كنتاكي.
وندّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت بأعمال الشغب التي شهدتها مينيابوليس ليل الجمعة، معتبرًا أن ما شهدته هذه المدينة هو من صنع "لصوص وفوضويين".
وتحدث ترامب في تصريحات صحفية بمركز كينيدي الفضائي في فلوريدا عن أن "وفاة جورج فلويد في شوارع مينيابوليس مأساة خطيرة"، لكنه أضاف أنّ ذكرى فلويد أساء إليها "مشاغبون ولصوص وفوضويّون"، داعيًا إلى "المصالحة والعدالة، وليس الكراهية والفوضى".
وحسب شبكة "سي إن إن"، توجد الاحتجاجات في حوالي 30 مدينة على الأقل، ويطالب المحتجون بمحاكمة رجال الشرطة الأربعة الآخرين الذين كانوا حاضرين إبان وفاة فلويد.
وحذر حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز بالفعل سكان مينيابوليس من أنهم يجب أن يتوقعوا المزيد من العنف، داعيًا السكان المحليين إلى البقاء في منازلهم حتى تتمكن السلطات من كشف ما يعتقد أنهم محرضون من خارج الولاية يتطلعون إلى نشر "الإرهاب والدمار".
وكان ترامب قد اتهم مجموعة من المتظاهرين بأنهم "مجرمين يساريين متطرفين"، متهمًا شبكة "أنتيفا" وهي مجموعة تروج للفوضى المسلحة، بالوقوف وراء الاضطرابات التي أثارها مقتل فلويد.
بدوره أدان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد العنف في الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة، مشددًا في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر. وقال بايدن في بيان إن "الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أمريكي خالص". لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على "إحراق مدن وتدمير مجاني".
وأكد أن "العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطال الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك".
وفي لوس أنجليس، أطلق عناصر الشرطة الرصاص المطاطي خلال مواجهة مع متظاهرين أضرموا النار في سيارة للشرطة، كما اشتبكت الشرطة مع متظاهرين في شيكاغو ونيويورك.
وتعد ليلة الجمعة الماضية إحدى أسوأ ليالي الاضطرابات الأهليّة منذ عقود، إذ تمّ إحراق سيّارات ومراكز تابعة للشرطة في نيويورك ودالاس وأتلانتا وغيرها.