«السقوط الأخير».. أردوغان بين لهيب الحرب وجائحة كورونا واقتصاد متهاوى
يشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة ضغوطا كبيرة ربما تؤدي في النهاية إلى سقوطه هو وحزب العدالة والتنمية، ولعل أبرزها حروبه الخارجية التي لا طائل منها إلا الجري وراء سراب الخلافة العثمانية، فضلا عن جائحة كورونا التي أثرت على الاقتصاد المتهاوي بالفعل، وثالثا صعود نجم المعارضة علي باباجان، وزير الاقتصاد التركي السابق.
- كورونا والاقتصاد
يواصل فيروس كورونا فرض تأثيراته السلبية على شتى جوانب الحياة في تركيا، خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي، حيث تعاني تركيا اليوم من تدهور اقتصادي كبير نتيجة الجائحة، فضلا عن أنها كانت تعاني من كوارث اقتصادية قبل الأزمة نظرًا لسياسات السلطة الحاكمة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، بزعامة إردوغان.
وأوضح موقع «تركيا الآن» أن أبرز جوانب التدهور والاضطراب الحالي الذي تعاني منه تركيا، هي الديون التي تقدر بـ170 مليار دولار، وتحتاج تركيا إلى دفعها بشكل عاجل، ولا يمتلك البنك المركزي في الوقت الراهن أي أموال.
وأشار الموقع إلى أن ذلك الأمر، دفع تركيا مؤخرًا إلى رفع حجم اتفاق مبادلة العملة مع قطر من 5 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار في سبيل توفير سيولة من النقد الأجنبي لإنقاذ الليرة.
- حروب الأغا الغامضة
ورغم تدهور أوضاع بلاده الاقتصادية، يخوض أردوغان حربين كبيرتين في سوريا وليبيا، حيث يسعى من خلالهما لإرضاء أطماعه التوسعية التي لا تنتهي، والصراع من أجل السيطرة وبسط نفوذه على العديد من البلدان.
وتشير التقديرات إلى أن الراتب السنوي للمرتزقة السوريين المرسلين إلى ليبيا وحدهم يصل إلى قرابة الـ 250 مليون دولار، بالإضافة إلى الأسلحة والاستخبارات، والسفن الحربية، وتكاليف الطعام والشراب.
- صعود نجم المعارضة التركية
وأوضح الموقع أن الوضع السياسي في تركيا سيصبح أكثر سخونة في الأيام القادمة في حالة إذا ما تعمقت أزمة فيروس كورونا، بالإضافة إلى أن الانتخابات المبكرة التي أشارت إليها المعارضة يتم ترويجها وتداولها الآن بشكل خفي داخل حزبي الحركة القومية والعدالة والتنمية.
ففي حالة إجراء انتخابات ديمقراطية، فإن معدل التصويت لحزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية مجتمعين يتراوح بين 40-45 %. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، فإن نسبة التصويت لأردوغان هكذا سوف تكون أقل من 50 %، كما أنه إذا جرى الدفع بمرشح قوي في مواجهته، ينخفض معدل الأصوات الممنوحة له أكثر فأكثر.
ويمكن لأحمد داوود أوغلو رئيس حزب المستقبل وعلي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم "ديفا" التنافس مع أردوغان، ومن ثم يمكن الدفع بباباجان للمنافسة مع أردوغان في الانتخابات الرئاسية.