باباجان يعري أردوغان: تركيا تعيش في خوف بسببه
شن علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي السابق ومؤسس حزب الديمقراطية والتقدم المنافس (ديفا) في مارس، حملة هجومية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث وعد خلال مقابلة صحفية بإطلاق سراح المعارضين المسجونين كأول عمل له إذا فاز حزبه بالسلطة.
-الحرية الغائبة في عهد أردوغان
وقال باباجان خلال مقابلة مع الصحفي كونيت أوزدمير، إن إطلاق سراح الصحفيين الناقدين وغيرهم ممن تم وصفهم بأنهم مجرمون أمر يتعلق بالإرادة السياسية.
وتابع باباجان: "سوف أمنح الحرية للصحفيين وكتاب الأعمدة"، مضيفًا: "سوف أقول لهم اكتب ما تريد في حدود سيادة القانون العالمية، فلن نتدخل بعد الآن".
وقال باباجان: "دع الناس يخرجون من السجون ودع الآخرين يرونهم يخرجون، حتى يتمكن الجميع من البدء في التفكير بحرية".
يأتي هذا في الوقت الذي انتقدت فيه جماعات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس أوروبا، تركيا لسجنها عددًا كبيرًا من المعارضين منذ محاولة الانقلاب في يوليو 2016، حيث أن معظم المعارضين متهمون بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التي تم تحديدها بشكل فضفاض.
-مناخ الخوف يسود تركيا
وفي مقابلة أخرى أذيعت أمس على تلفزيون خلق، قال باباجان، إن هناك جو من الخوف يسود تركيا، مشيرًا إلى أن مكافحة القيود المفروضة على الحرية هي موضوع يمكن أن يوحد الفصائل السياسية المتنوعة في البلاد في معارضة أردوغان.
وقال باباجان إن توطيد السلطة في الرئاسة زاد من المشاكل السياسية في تركيا.
وانتقد باباجان النظام الحالي لانتخاب الرئيس، حيث يحتاج المرشح إلى أكثر من 50 في المائة من الأصوات للفوز، وقال إن ذلك أجبر الأحزاب السياسية على تشكيل ائتلافات قبل الانتخابات، حيث لا يمكن لأي حزب بمفرده تأمين هذه الحصة من الأصوات.
يذكر أن انتقاد باباجان للحكومة الحالية أكسبه توبيخًا الأسبوع الماضي من أردوغان، الذي قال دون تسمية نائب رئيس الوزراء السابق بشكل مباشر إن نجاحه خلال سنوات حزب العدالة والتنمية جاء فقط بفضل مساهمات من أردوغان نفسه.
-اقتصاد تركيا ينهار ولن تتحسن
وتابع باباجان إنه حاول التعبير عن الانتقادات من داخل الحزب لكنه غادر بمجرد أن أدرك أنه سيكون من المستحيل حل مشاكل الحزب الذي تآكلت هياكله ومؤسساته الداخلية، وأضاف أنه كان هناك تآكل مماثل لمؤسسات الدولة في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، وقد أدى ذلك إلى مشاكل عميقة في اقتصاد البلاد والتي تفاقمت خلال جائحة فيروس كورونا.
وقال باباجان: "قضايانا كانت ضخمة من قبل، ونحن الآن نعيش تأثير الوباء"، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب التي هي في طريقها إلى أعلى منذ أن أكدت تركيا أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مارس، حيث قال: "لا أرى إمكانية لتركيا أن تتحسن".
وقال باباجان إنه من أجل تحسين الاقتصاد التركي، سيتعين على الحكومة إعادة بناء الثقة أولًا، والتأكد من أن السلطة السياسية ستبقى خارج نطاق القانون.
وقال إن إعادة بناء الثقة ستكون خطوة مهمة نحو ضمان عودة العديد من العمال المؤهلين تأهيلا عاليا الذين فروا من البلاد في السنوات الأخيرة.
كما تطرق باباجان إلى مسألة إقالة الحكومة لرؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي حل محله من المعينين من الحكومة.
وبينما أدان باباجان استخدام حزب العمال الكردستاني للعنف، إلا أنه قال أن إقالة عمداء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد دون مراعاة الأصول القانونية يمكن أن يقوض ثقة الناس في الانتخابات.