من هم الـ144 ألف مختوم وماذا قال الإنجيل عنهم؟
شرح الأنبا نيقولا أنطونيو مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، أحد النصوص الكتابية والواردة في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي التي تخص المسيح الدجال، الذي جاء نصًا: (رؤ 3:7) يقول يوحنا إنه سمع الملاك قائلًا: «حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم»، وفي (رؤ 4:7) يقول: «وسمعت عدد المختومين مئة وأربعة وأربعون ألفًا، مختومين من كل سِبط من بني إسرائيل».
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في كتابه «رؤية أرثوذكسية في تفسير سفر الرؤيا»: «في سفر الرؤيا يوحنا عنده رؤيا نبوية خاصة؛ لأنه بعد معاينته للرؤَى يأخذ صورًا معروفة من العهد القديم ويعيد صياغتها، بمعنى أدق، يعيد ولادتها بصيغةٍ وروح مسيحية، كما أن الأرقام في سفر الرؤيا هي رمزية؛ لأن سفر الرؤيا هو سفر رؤيويٌّ، ويوحنا يذكر فيه رؤياه بصور ورموز مثله مثل الأنبياء الحقيقيين».
وأضاف: «العدد مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا، له تفسيران: الأول إن الرقم 144000 هو حاصل ضرب 12000 (الذي هو عدد المختومين من كل سِبْط) × 12 (الذي هو عدد الأسباط)، أما عن اختيار 12000 من كل سِبْط؛ لأن هذا الرقم هو رقم رمزي يشير إلى شعب الله، فالرقم 12000 هو حاصل ضرب 1000× 12، الرقم 12 يشير إلى مِلكيَّة الله للشيء أو للشخص؛ لهذا اختار الله في العهد القديم 12 سِبْطًا، والرقم 1000 يدل على جميع عقود الأعداد، الآحاد والعشرات والمئات، كما أنه ويساوي حاصل ضرب 10× 10× 10 وهذا يشير إلى الشيء الكثير جدًّا؛ لأن الرقم 10 يرمز إلى الشيء الكثير، أما الرقم 7 فهو الذي يرمز إلى الكمال وهذا يعني في العهد القديم أن ليس اليهود كمال شعب الله، بل أيضًا الدخلاء (الدخلاء هم الذين كانوا من الأمم الوثنية ثم أصبحوا يهودًا) كي يكتمل شعب الله».
وتابع: «والثاني إن الرقم 144000 هو حاصل ضرب 1000×144. الرقم 144 هو نتيجة ضُرب عدد تلاميذ المسيح الإثني عشر × عدد الأسباط الإثني عشر، أي 12×12، وكما قيل في التفسير الأول أن الرقم 12 يرمز إلى مِلكيَّة الله للشيء أو للشخص، لهذا الرقم 12 الأول يرمز إلى عدد الأسباط الإثني عشر؛ وهؤلاء يرمزون إلى جميع من آمن بيسوع المسيح من الذين قبل زمن يسوع المسيح، أي من اليهود والدخلاء (الدخلاء هم الذين كانوا من الأمم الوثنية ثم أصبحوا يهودًا)، وهذه الفئة الأولى».
وأكمل: «والرقم 12 الثاني يرمز إلى عدد تلاميذ المسيح الإثني عشر، وهؤلاء يرمزون إلى جميع من آمن بيسوع المسيح في زمن يسوع المسيح وبعده من اليهود والدخلاء والأمميين الوثنيين، وهذه الفئة الثانية، وكما قيل أيضًا في التفسير الأول إن الرقم 1000 يدل على جميع عقود الأعداد،الآحاد والعشرات والمئات. كما أنه ويساوي حاصل ضرب 10× 10× 10 وهذا يشير إلى الشيء الكثير جدًّا؛ لأن الرقم 10 يرمز إلى الشيء الكثير، أما الرقم 7 فهو الذي يرمز إلى الكمال، هذا يعني أن ليس كل اليهود والدخلاء والأمميين الوثنيين آمنوا بيسوع المسيح، وهؤلاء (الفئتان) الذين آمنوا بيسوع المسيح هم شعب الله ومِلْكُهُ وخاصتهُ. إنهم كل إسرائيل الجديد، إسرائيل حسب الروح، كنيسة المسيح التي تجمع الجميع من آدم ثم نسله من يهود وأمميين».
واستطرد إن مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا، هم المختومون "مُختاري الله"، إنهم كل إسرائيل الجديد، إسرائيل حسب الروح، وهذا يشير إلى شعب الله، كما سيتضح من ترتيب الأسباط في الآيات (5-8). وهؤلاء هم المكتوبون في "سِفْرِ الْحَيَاةِ" (رؤ 5:3)، والذين "لَهُمُ اسْمُهُ (الحَمَل) واسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 1:14)، و"الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ" (رؤ 3:14)، و"الْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وعَلَى صُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ" (رؤ 2:15)".