بعد تدهور شعبيته.. أردوغان يداري ضعف الاقتصاد بمساعدات كورونا
قال إمدات أونر، محلل سياسي ودبلوماسي تركي سابق، إن استخدام تركيا للقوى الناعمة بإرسالها مساعدات وإمدادات طبية لعدة دول للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"، الهدف منه ليس لإصلاح صورتها المشوهة في الغرب بقدر ما هو بهدف حشد وتعبئة الدعم المحلي للرئيس رجب طيب أردوغان لضمان شرعية نظامه في ظل تدهور شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية.
- تركيا فشلت في إصلاح صورتها الدولية
وأوضح "أونر" في مقال نشره موقع "أحوال" التركي، أن دبلوماسية القوة الناعمة لأنقرة تأتي في وقت تراجعت فيه سمعة البلاد بشكل حاد في أعقاب تزايد استبدادية نظامها وتفاقم أزمتها الاقتصادية وتدهور علاقتها الدبلوماسية مع دول الغرب، ولكن تركيا تدرك تمام الإدراك أن قدرتها على تعزيز سمعتها بين الجمهور الدولي محدودة للغاية، لذلك يبدو أن استخدام تركيا للقوة الناعمة مدفوعًا بمخاوف سياسية محلية أكثر من الطموحات الدولية.
ولفت إلى أن تركيا تفتقر بشكل كبير إلى العديد من المتطلبات للحفاظ على صورة إيجابية بين المجتمع الدولي، نظرا لسجلها السيء في مجال حقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية وسيادة القانون خلال السنوات الأخيرة الماضية، كما تضررت سمعتها الدولية بشدة بسبب مجموعة من القضايا، منها تحركاتها العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط وقمعها للقوات الكردية في سوريا وشراء نظام الدفاع الروسي S-400.
- الدافع الحقيقي لإرسال تركيا مساعدات للغرب
و يرى الخبير السياسي أن الدافع الحقيقي لنظام أردوغان في إرساله مساعدات طبية عديدة لدول العالم هو رغبته في حشد وتعبئة الدعم المحلي لضمان شرعية نظامه في مواجهة الانكماش الاقتصادي المتزايد، بالنظر إلى أن الاقتصاد أصبح نقطة ضعف رئيسية بالنسبة لأردوغان ويمكن أن يمثل ضربة خطيرة لسلطته السياسية.
واستطرد قائلا "انتهز أردوغان الفرصة ليقدم نفسه كقائد قادر على الكفاح ضد الوباء والتصوير بأن بلاده ليست فقط في وضع جيد للتصدي بنجاح للوباء في الداخل، ولكن لديها أيضًا القدرة على تقديم المساعدة إلى الدول الكبرى في الخارج، وذلك لتصوير تركيا على أنها قوية سياسيًا واقتصاديًا."
وأضاف أن أردوغان يهدف بالمساعدات الطبية إلى تحقيق هدف طويل الأمد بين النخب التركية، ألا وهو تعزيز الشعور بالفخر الوطني وتعزيز شعبية أردوغان بصفته "خليفة العثمانيين" كما يري نفسه، لذلك قامت حكومته بصياغة رواية وطنية تجذب بشكل أساسي إحساس الجمهور بالمحبة ومد يد الدعم للأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم،، كما حدث في "الماضي المجيد للإمبراطورية العثمانية".