الجامعة العربية: إقدام إسرائيل على تنفيذ مخططات الضم «جريمة حرب»
أكدت جامعة الدول العربية أن إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططاتها الاحتلالية والاستعمارية بضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها غور الأردن وشمال البحر الميت والأراضي المقامة عليها المستوطنات الإسرائيلية ومحيطها، يمثل جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل الإسرائيلي الحافل بالجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت الجامعة العربية، في بيان اليوم الخميس بمناسبة الذكرى 72 لنكبة الشعب الفلسطيني والذي يصادف الخامس عشر من مايو كل عام، إن هذه الذكرى تأتي هذا العام في وقت تزداد فيه معاناة الشعب الفلسطيني مع انتشار فيروس "كورونا"، إلى جانب ممارسات وسياسات الاحتلال الإسرائيلي المتسارعة لاستغلال هذا الظرف، لتحقيق مخططاتها في توسيع الاستيطان، وضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وإحكام السيطرة على سكان القدس الشرقية، واستكمال عمليات التطهير العرقي ضد المواطنين الفلسطينيين في الأغوار، وتهديد حياة الأسرى في سجونها، وممارساتها المتصاعدة قتلًا وهدمًا وتهجيرًا.
وأكدت الجامعة العربية أن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيدًا في التصدي لهذا العدوان والاستيلاء المعلن لأرض وطنه وحقوقه التي كفلتها المواثيق وقرارات الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقوقه يواجه بروح الصمود والتشبث بالأرض وبالهوية العربية التي تؤكد أن هذا الشعب المناضل لن يرضخ لهذا العدوان ومحاولة الإملاء القسري، ولن يتهاون في الدفاع عن حقوقه وهويته ووجوده، بدعم كامل من شعوب ودول أمته وأحرار العالم، وجميع الدول والشعوب المؤمنة بقيم ومبادئ العدل والسلام.
ونبهت الجامعة العربية إلى أن هذه الانتهاكات الواضحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي تهدد خيار الإجماع الدولي بحل الدولتين، وإلغاء أي احتمالات لعملية سلام تفضي إلى تحقيق هذا الحل، إلى جانب خلق واقع عنصري استعماري سيقود إلى تدهور الأوضاع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
ودعت الجامعة العربية، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة بأجهزتها كافة لتحمل مسئولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والضغط على سلطات الاحتلال لوقف عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة العمل على إنفاذ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، بتوفير الحماية الدولية اللازمة على طريق إنهاء هذه المظلمة التاريخية بإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف في الحرية وبناء الدولة والاستقلال.
وجددت الجامعة العربية، وهى تستحضر ذكرى النكبة للشعب الفلسطيني، التأكيد على دعمها الكامل لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه وفي وطنه، وتشيد بنضاله وتضحياته المستمرة من أجل نيل حريته واستقلاله، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشارت الجامعة العربية إلى أنه في مثل هذا اليوم من العام 1948 كانت المأساة الإنسانية الأكثر بشاعة، والتي لا تزال حلقاتها مستمرة حتى اليوم ماثلة بتشريد الشعب الفلسطيني من دياره وتهجيره خارج وطنه، وهدم معالم مجتمعه، إذ قامت العصابات الصهيونية بتهجير حوالي 85% من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم وحولتهم إلى لاجئين يعيشون في مخيمات الشتات في مختلف أنحاء العالم، واحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير ما يزيد على 531 قرية ومدينة وحدوث عشرات المجازر المروعة فيها، إضافة إلى أعمال النهب والسرقة في مأساة يندى لها جبين الإنسانية.