صحيفة بريطانية: مقاومة الجينات التركية لكورونا وهم
نشرت صحيفة "آراب نيوز" البريطانية تقريرا تناولت فيه أسباب فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، وعدم السيطرة على تفشيه داخل البلاد.
و ذكر التقرير أنه في وقت مبكر من شهر مارس، بينما كانت إيران والدول الأوروبية تغلق أبوابها بسبب الانتشار الواسع للفيروس، استمرت تركيا في الإعلان عن عدم وجود حالة إصابة واحدة بالفيروس، ولم يقف الأمر هنا بل استمر العمل كالمعتاد، وكان هناك ترويجا لتشجيع السياح على الاستمرار في زيارة البلاد، وعقدت المساجد تجمعات صلاة جماعية وظلت طرق المشاة والتسوق مكتظة.
وذكرت الصحيفة أن أويتون إيربا، الطبيب التركي الشهير، تحدث لوسائل الإعلام أن الفيروس "لن يأتي إلى تركيا" بحجة "مقاومة الجينات التركية " للوباء، في محاولة لإقناع الأتراك بأن الجينات التركية تجعل معظم الشعب التركي محصنًا من الإصابة بكورونا، وهو أمر وهمي غير حقيقي.
وأضاف التقرير، على الرغم من أن أردوغان بعد تفشي الفيروس، تحرك بسرعة لمنع السفر إلى تركيا من ووهان (في الصين) وإيران، إلا أنه تجاهل إجراءات أخرى هامة منها زيادة فحص الوافدين إلى مطارات إسطنبول.
و ذكر التقرير أن تركيا أعلنت عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في 11 مارس الماضي علي غير الحقيقة، وبعدها خرج وزير الصحة التركي ليطمأن للجمهور قائلًا: "إذا كانت هناك إصابة في البلد، فهي محدودة للغاية، وإن الفيروس ليس أقوى من التدابير التي سنتخذها، وهو ما جعل تركيا في غضون شهر من اكتشاف أول حالة أصبحت ذات معدل الإصابة الأسرع نموًا في العالم.
وأكد "آراب نيوز" البريطانية أنه حتى يوم أمس تعدي عدد الإصابات في تركيا أكثر من 112 ألف حالة مؤكدة، و2900 حالة وفاة، وفقًا لبيانات Worldometer، وجاءت تركيا لتتفوق حتى على الصين وإيران في إجمالي عدد الإصابات، مما جعلها التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة أعلى معدل إصابة في الشرق الأوسط وسابع أعلى معدل في العالم.
واختتم التقرير أن حكومة أردوغان منعت وسائل الإعلام من نشر الأرقام الحقيقية، ومنعت أحزاب المعارضة من تنظيم جهود الإغاثة للأشخاص الذين يواجهون صعوبات نتيجة الحظر التي بدأت في أبريل، وأن الإصرار على السماح للحكومة فقط بمساعدة الأشخاص الذين يعانون يبدو سياسيًا أكثر منه عملي، لافتا أن الشعب التركي يدفع ثمن غالي للسياسات العثمانية الفاشلة لأردوغان.