سيناء العمل و الامل
من الطبيعى ان يكون حديثنا هذه الايام عن تلك المناسبة الوطنية العزيزة وهى ذكرى تحرير سيناء فى الخامس والعشرون من ابريل 1982 عندما تم رفع العلم المصرى على ارض الفيروز معلناً جلاء اخر جندى اسرائيلى منها....الا ان ما قام به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا العام فى تلك المناسبة لم يكن عادياً او طبيعياً حيث انه فى الوقت الذى تعانى فيه دول العالم وقياداتها الخوف والانكماش تحسباً من العدوى او الاصابة بفيروس كورونا.... قام سيادته بالتوجه الى ربوع تلك الارض المقدسة وافتتاح العديد من المشروعات التنموية على ارضها التى رويت بدماء الابطال من رجال القوات المسلحة والشرطة وابناءها الابرياء حيث اعلن من هناك ان امننا القومى شرقاً يبدأ من سيناء وان تعميرها وتنميتها حالياً كان حلماً من حقنا ان نعمل على تحقيقه فنحن نعمر ولا ندمر....ونصلح ولا نفسد.
وبنظرة سريعة الى بداية العمل على تحقيق هذا الهدف نجد انه وبعد ايام معدودة من هزيمة 1967 كانت خطوات التحرير الاولى والتى استمرت 6 سنوات قبل ان تندلع شرارة بدء حرب النصر فى اكتوبر 1973 قد شهدت معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية حيث بدأت المواجهة على جبهة القتال ابتداء من سبتمبر 1968 وحتى تحقق النصر الكبير وعبور قناة السويس وإقتحام خط بارليف واسترداد السيادة الكاملة على القناة واستعادة الجزء الاكبر من شبه جزيرة سيناء....ثم توالت الانجازات تلو الاخرى فى اعقاب تلك الانتصارات حيث عادت الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975 وتم التمهيد لعقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وتوقيع معاهدة السلام فى مارس 1979 وتوالت الانسحابات الاسرائيلية من العريش وباقى سيناء ومنطقة سانت كاترين ووادى الطور واعتبر يوم 19 نوفمبر 1979 العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء وتوالت الاحداث فى اعقاب ذلك حتى وصلنا الى يوم 25 ابريل 1982 حيث عادت سيناء بالكامل الى احضان الدولة المصرية ماعدا منطقة طابا التى استردتها الدولة بالتحكيم الدولى فى 1989 حيث اثبتت مصر للعالم انها لا تتراجع ولا تتهاون فى حبة رمل واحدة مهما طال الزمن ومهما بلغ عناد وتعنت وقوة وبطش العدو.
اليوم ونحن نحتفل بذكرى تحرير سيناء نتذكر ان اسرائيل كانت على يقين ان حلمها بالبقاء فى سيناء للابد سوف يتحقق فاقامت بها 18 مستوطنة كان لشمال سيناء الجزء الاكبر منهم بواقع 15 مستوطنة تمت إقامتها على الخط الحدودى فى منطقة رفح وكان اكبرها مستوطنة ياميت التى اقيمت قرب مدينة رفح بهدف تحقيق التواصل بين سيناء وشعب اسرائيل فى صحراء النقب على ان تتحول هذه المستعمرة مستقبلاً لمدينة ساحلية كبرى على غرار تل ابيب وحيفا ولها ميناء ضخم على ساحل البحر المتوسط وبدأت بالفعل فى اقامة البنية الاساسية لتحقيق تلك الخطة....الا ان انتصار اكتوبر وما بعده حطم تلك الاحلام وبدأت اسرائيل فى الانسحاب الا انها كانت حريصة على هدم جميع المنشأت المقامة هناك حتى لا يستفيد منها المصريون....ومنذ تلك اللحظة بدات خطة الدولة المصرية فى تعمير سيناء وإعدادها لتكون واحة الامن والامان لمصر من الناحية الشرقية وبداية لتحقيق امنها القومى حيث تم انشاء مصانع لانتاج الزيوت والبلح والفواكه المجففة وتزايدت مساحات التجمعات الصناعية فى اراضى سيناء المحررة لتشمل معظمها....وها هو السيد الرئيس يستكمل تلك المشروعات العملاقة فى هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا لربط محافظة سيناء بباقى شقيقاتها من المحافظات المصرية ليتحقق بذلك الجزء الاكبر من الامن القومى المصرى تزامناً مع تلك الانتصارات والضربات الاستباقية التى يحققها رجال القوات المسلحة والشرطة هناك للقضاء على فلول الارهاب لتنعم بلادنا الغالية بالآمن والامان والاستقرار دائماً بإذن الله وايضاً كان احتفالنا بأعياد سيناء هذا العام مختلفاً من حيث توقيته حيث جاء فى شهر رمضان المبارك وها نحن نقترب من مناسبة انتصار العاشر من رمضان التى شهدت حرب التحرير و الانتصارات الكبرى ...وجاء ايضاً متزامناً
مع عرض مسلسل تليفزيزنى جديد يبشر بأن يكون مسلسلاً وطنياً تاريخياً تتحدث عنه الاجيال على مدى سنوات قادمة طويلاً وهو مسلسل الاختيار الذى يتحدث عن بطولات رجال الصاعقة المصرية وتضحياتها من اجل تحرير سيناء الحبيبة من براثن وفلول الارهاب وتتناول فيه ما قام به الشهيد البطل احمد المنسى ورفاقه من اعمال خارقة للعادة مجسداً تضحيات وعطاء الانسان المصرى الاصيل اذا ما تحمل مسئولية الدفاع عن ارضه وعن وطنه.
بالفعل لم يكن احتفالنا هذا العام احتفالاً تقليدياً...بل كان حافلاً بالانجازات التنموية...ثم مناسبة حرب التحرير الكبرى واخيراً وليس اخراً تلك الملحمة الفنية والبطولية العظيمة التى تعرض علينا يومياً من خلال مسلسل الاختيار ليعرف الجميع اين كنا....وما هو مصيرنا لو استمرت تلك الشرذمة تحكم البلاد.... اننا اليوم نشعر بان ما نقوم به من عمل كبير فى سيناء سوف يحقق الامل الذى نصبو الى تحقيقه ....
نحن نسير باذن الله فى طريقنا لتحقيق الرفعة والرخاء لهذا الوطن الذى يستحق بالفعل هذا البذل والعطاء....ولنتأكد دائماً ان العمل المخلص لابد ان يحقق الامل المنشود.
وتحيا مصر....