إنتاج أول جهاز للتنفس الصناعي بمكونات محلية بجامعة طنطا
أعلن الدكتور مجدى سبع، رئيس جامعة طنطا بمحافظة الغربية، عن نجاح فريق بحثى فى جامعة طنطا فى تصنيع أول جهاز مصري للتنفس الصناعي من مكونات محلية، لدعم المستشفيات الجامعية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأوضح رئيس جامعة طنطا في بيان له، أن الجامعة وضعت خطة لتصنيع الجهاز محليًا لمواجهة فيروس كورونا ومخاطره، حيث إن الفيروس يسبب التهابات بالجهاز التنفسي والتي توثر على الرئتين فيعاني المرضي المصابون به، من ضيق التنفس الشديد وقد يسبب الفيروس تلف الرئتين، مما يؤدي إلي تسرب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة بهما، وتتجمع في الأكياس الهوائية للرئتين أو الحويصلات الهوائية فتعيق نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم، وتجعل من الصعب على الرئتين أداء وظيفتها.
وأشار "سبع" إلى أنه يجب دعم المرضي المصابين بفيروس كورونا بجهاز تنفس صناعي لتوفير التهوية ميكانيكيًا، عن طريق نقل هواء التنفس إلى الرئتين، مما يوفر التنفس للمريض الذي يعانى من عدم القدرة على التنفس بشكل كاف أو غير القادر جسديا على التنفس، مضيفا أن جهاز التنفس الصناعي يعد بمثابة رئة صناعية عن طريق دفع الهواء برفق إلى داخل الرئتين، لافتا إلى أن فيروس كورونا هو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي تتميز بنقص الأكسجين بالدم، فينتج عن ذلك فشل الجهاز التنفسي الطبيعي بالجسم الأمر الذي يتطلب تنفسا صناعيا ميكانيكيا.
وأوضح رئيس جامعة طنطا، أنه في ظل ارتفاع سعر الجهاز المستورد واحتياج المستشفيات إلى توافر أعداد كبيرة منه لمواجهة أى حالات محتملة لزيادة الإصابات بالفيروس، اتجهت الجامعة إلى إنتاجه بمكونات محلية، موضحا أن الفريق البحثي يضم 8 من علماء الجامعة من كليتي الطب والهندسة يترأسه الدكتور محمود زكى عميد كلية الهندسة.
من جانبه قال الدكتور محمود زكى، عميد كلية الهندسة، إن الجهاز يتكون من توربين لضغط الهواء وتزويد الأكسجين ومازج الهواء "الأكسجين والفلاتر"، وأجهزة الاستشعار، ومجموعة من الأنابيب والصمامات، حيث تدفع التوربينات من خلال صمام تدفق بضبط الضغط، وكذلك تتم متابعة حالة تسرب الهواء وانخفاض التعبئة في خزانات الأكسجين، بالإضافة إلى ذلك يتم التحكم في جهاز التنفس الصناعي من خلال نظام مدمج للتكيف الدقيق للتدفق والضغط بناء على المعاملات الخاصة بالمرضى.
وأوضح عميد هندسة طنطا، أنه تم تشكيل فريقين للبحث بكلية الهندسة، الأول لصيانة عدد 5 أجهزة تنفس صناعي بالمستشفيات الجامعية، حيث تم فحص المشاكل والأعطال بها وتوفير قطع الغيار اللازمة، وتمكن الفريق بنجاح من صيانة 4 أجهزة وإعادة تشغيلها بالمستشفيات الجامعية، موضحا أنها أجهزة أوروبية الصنع وسعر الجهاز الواحد منها لا يقل عن 400 ألف جنيه.
وأضاف: بعد نجاح الفريق البحثي بمهمة الصيانة لأجهزة التنفس الصناعي المستوردة، كلفنا رئيس الجامعة بوضع خطة لتصميم وإنتاج جهاز التنفس الصناعي بذات المواصفات العالمية والكفاءة ولكن بمكونات محلية، وكان تحديا كبيرا للفريق البحثي، حيث تمت دراسة أفضل الدوائر الكهربائية والمكونات، موضحا أن إنتاج هذا الجهاز يمر بعدة مراحل أولاها إنتاج برمجيات الجهاز، وقد انتهينا من هذه المرحلة وبعدها مرحلة الدراسة القيمية لمكونات الجهاز، واختيار المكونات المحلية وبدائل المكونات المستوردة، وتم أيضا الانتهاء من هذه المرحلة، وتأتي المرحلة الثالثة وفيها يتم تركيب الجهاز ونحن حاليا في هذه المرحلة التي ننتهى منها خلال أيام، ثم يعقبها مرحلة الاختبار وأخيرًا مرحلة المعايرة للجهاز.
وأكد أن الانتهاء من تنفيذ المشروع سيكون خلال أيام قليلة، وذلك لسد حاجات المستشفيات فى مواجهة كورونا حيث يحتاج 10% من المصابين بالفيروس إلى أجهزة تنفس صناعي، مشيرا إلى أن تكلفة إنتاج جهاز التنفس الصناعي الجديد تعادل ربع ثمن الجهاز المستورد وبنفس الكفاءة.