المونيتور يكشف تأثير كورونا على العلاقات بين واشنطن وطهران
سلط موقع المونيتور، اليوم الثلاثاء، الضوء على العلاقات الامريكية الإيرانية المتوترة خلال هذه الفترة، وكيف سيؤثر فيروس كورونا عليها.
وأشار الموقع في تقريره، إلى أنه في أكثر من ثلاثة أشهر منذ أن تم الإبلاغ عن الفيروس لأول مرة في الصين، غيّر الحياة في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، وامتد تأثيرها من التفاعلات الاجتماعية على المستوى الجزئي إلى الوظائف العالمية، وتوقع مراقبون أنها ستؤثر على التغيير الدائم في المجتمعات، وبالتالي من الطبيعي سيؤثر على التوتر المعقد بين إيران والولايات المتحدة.
وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة والضربة التي استهدفت القاعدة العسكرية عين الأسد في العراق ردا على ذلك.
ولكن هل يمكن أن يتسبب جائحة الفيروس في احتواء التوترات مرة أخرى، أم أنها ستبقي الأزمة في وضع حرج الآن؟ وأجاب التقرير أنه من الناحية المنطقية، هناك ثلاثة مسارات محتملة لهذه الأزمة: التصعيد، خفض التصعيد، الوضع الراهن، وهناك عامل واحد حيوي يجب أخذه بعين الاعتبار: العواقب الاقتصادية للوباء على إيران.
إن تأثير كورونا على اقتصاد إيران الواقع تحت الضغط ليس سرًا، وان هذا الوباء يقلل من دخل الحكومة ويزيد النفقات.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الوباء، خصصت الحكومة حوالي نصف مليار دولار لاحتواء انتشار الفيروس ورعاية المرضى المصابين.
وعندما تنتهي فترة عطلة رأس السنة الفارسية الجديدة في 3 أبريل من المحتمل أن تضطر الحكومة إلى دفع منح لعدد كبير من المواطنين الذين فقدوا وظائفهم أو فشلوا في كسب ما يكفي من المال بسبب القيود المفروضة على السفر الداخلي والأعمال، وفق للتقرير الامريكي.
قامت الحكومة بتأجيل الدفعات المستحقة عن فواتير الكهرباء والمياه في الدولة بأكملها، وكذلك بالنسبة للديون المصرفية وأقساط القروض.
وكان من المتوقع أن يغطي بيع النفط ما يقرب من نصف ميزانية الدولة لهذه السنة المالية، لكن السعر انخفض منذ بداية جائحة فيروس كورونا، حيث انخفض من 67 دولارًا للبرميل في ديسمبر إلى أقل من 30 دولارًا للبرميل في أواخر مارس، مع التهديد من الانخفاضات المستمرة في الأسعار.
فيما انتقد عدد من القادة حول العالم العقوبات الامريكية على إيران في الوقت الذي يجتاح فيه كورونا البلاد، وقالوا إنها تعرض حياة ملايين المواطنين الإيرانيين للخطر ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الانتشار العالمي للوباء.
وتحركت وزارة الخارجية الامريكية لتمديد الإعفاءات للشركات الأمريكية والأجنبية التي تعمل في إيران لمساعدة البلد في برنامجها النووي المدني.
وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية لوكالة أسوشيتد برس، أن عدد من الإعفاءات تم تمديدها، بينما انتقدت بشدة جهود الحكومة الإيرانية لتوسيع التخصيب النووي.
وبحسب ما ورد اعترض القرار خلال المناقشات الداخلية التي أجراها وزير الخارجية مايك بومبيو، لكن آخرين في إدارة ترامب بما في ذلك وزير الخزانة ستيفن منوشين جادلوا بأن التمديدات كانت ضرورية، بسبب الانتقادات التي واجهتها الولايات المتحدة بسبب تأثير العقوبات على إيران جهود لمنع انتشار الفيروس التاجي.
طالب المسؤولون الإيرانيون بتخفيف العقوبات الأمريكية التي تم تنفيذها بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في الأيام الأخيرة، متهمين العقوبات بعرقلة قدرة إيران على الحصول على الإمدادات الطبية الأساسية وسط تفشي الفيروس التاجي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: "لقد انتقلت الولايات المتحدة من التخريب والاغتيالات إلى شن حرب اقتصادية وإرهاب اقتصادي على الإيرانيين إلى إرهاب طبي في خضم انتشار كورونا".