صنعتْ من الموت فنًا.. سورية ترسم «دمى» تنديدًا بويلات الحرب
قذائف، صواريخ فى حرب ضروس تجتاح سوريا، هرب من جحيمها الكثيرون، هناك من تمسك ببلده، وعاش مقيدًا يسمع ضجيج الصواريخ محبوسًا في منزله، وخلال كل ذلك أخرجت الحرب موهبة سورية، ميس الجندي، التي قررت أن تستغل وقت حصارها لصناعة الدُمى "العرائس".
ساعات طويلة كانت تقضيها "الجندي" التي تسكن فى حلب، تسمع القصف من الخارج وتحاول طمأنة بنتيها، وذات يوم كانت إحداهما تريد شراء دمية رأتها على قناة براعم، وبسبب الحرب لم تتوفر العرائس هناك.
وتروي الجندي، لـ"الدستور": "فكرت في عمل عروسة لابنتي يدويًا، كان شكلها قريب مما طلبته طفلتي، وبعد ذلك قمت بتطوير نفسي، وخصوصا أنني كنت أقضي وقتًا طويلًا في المنزل دون كهرباء أو إنترنت، وفي عيد ميلاد إحدى صديقاتي قررت أن أقدم لها هدية من صنع يدي وأعجب بها أصدقاؤنا وبدأوا يطلبوها مني".
حصلت "الجندي" على كورسات عديدة أون لاين في صناعة الدمى لتطوير موهبتها، واشترت مكنة خياطة، وأصبحت تفعل كل شيء بنفسها بداية من رسم الوجه وترطيب الشعر وحتى الحذاء،
وأضافت:" الحرب كسدت صناعة الدمى، لذا أصبحت أول سورية أصنع الدمى اليدوية".
وأخرجت "الجندى" خوفها من ويلات الحرب وأصوات القصف في الرسم، فعبرت بقلمها على لوحات عن كل ما تشعر به خلال هذه الفترة، حتى أن ابنتيها كانتا ينسيان ما يحدث حولهما بمجرد اندماجهما مع والدتهما في الرسم.
وتابعت: "أتمنى أن أسافر إلى روسيا وأتعلم صناعة الدمى الحديثة وأفتح ورشة".
لم تنس "الجندي" الفنانات المصريات اللاتى حاولن مساعدتها من خلال كورسات مجانية أون لاين، قائلة: "أشكر أصدقاءنا المصريين لأنهم لم يبخلوا علىّ بمعلومة، ومنذ أن قررت التسجيل في هذه الكورسات ساعدوني بكل ما يستطيعون، فالسوريون والمصريون أشقاء".