«واشنطن بوست» تكشف سر قتل أمريكا لابنة معمر القذافى
كشفت وثائق أمريكية عن سبب إقدام الولايات المتحدة على قصف ليبيا في عام 1986 وقتل ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي خلال الغارات الجوية التي نفذها الطيران الأمريكي.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تحقيق استقصائي نشرته اليوم عبر وثائق سرية عليها، أن أكثر من 100 دولة من بينها دول عربية كانت تستخدم لعقود أجهزة تشفير تابعة لشركة «Crypto AG» كانت تملكها وتديرها المخابرات الأمريكية بشكل سري حتى تصفية الشركة في عام 2018.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن «Crypto AG» كانت مملوكة من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وكانت تتجسس على جميع الاتصالات التي يجريها مستخدمو أجهزة الشركة ومن بينهم دول عربية وأفريقية وآسيوية.
وأكد التحقيق أن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان عرض الشركة لأزمة كبيرة وكاد يكشف سرها، حينما تنصتت المخابرات الأمريكية على اتصالات معمر القذافي وعلمت بتورط ليبيا في تفجير عام 1986 الملهي ليلي في ألمانيا الغربية، حيث كانت يتواجد أفراد من القوات الأمريكية وقُتل جنديان أمريكيان وامرأة تركية في الهجوم.
وبعد ذلك أمر ريجان وفقا للوثائق بتوجيه ضربات انتقامية ضد ليبيا بعد عشرة أيام من الحادث، وكان من بين الضحايا المبلغ عنها إحدى بنات القذافي وتوفت وكان عمرها 6 أشهر وتدعى "هناء".
في خطاب ألقاه ريجان بشأن الضربات التي وجهها لليبيا قال إن الولايات المتحدة لديها دليل دامغ على تواطؤ ليبيا في الهجوم ولا يمكن دحض هذه الأدلة والقول بأنها باطلة.
ورصدت المخابرات الأمريكية وقتها بسبب استخدام ليبيا لأجهزة «Crypto AG» دليل تورطهم في الهجوم، حيث قال ريجان إن الأدلة أظهرت أن السفارة الليبية في برلين الشرقية (ألمانيا الشرقية) تلقت أوامر بتنفيذ الهجوم على الملهى الليلي قبل أسبوع من وقوعه وفي اليوم التالي لإتمام التفجير قال مسئولو السفارة الليبية "أبلغوا طرابلس بالنجاح الكبير على مهمتهم"، وكانت الاتصالات تتم بأجهزة الشركة مع عرض أمر كشفها للخطر وأنها مخترقة.
وبدأ الشكك يتسلل لإيران التي كانت تعرف أن ليبيا تستخدم أيضًا آلات التشفير الخاصة بالشركة، وبدأت تشعر بقلق متزايد بشأن أمان معداتها لكن لم تتصرف طهران بناء على هذه الشكوك إلا بعد ست سنوات.