وثائق أمريكية: مصر تخلت عن أجهزة تشفير بعد علمها بتجسس واشنطن
كشفت وثائق أمريكية أن بعض الدول المحدودة تخلت عن استخدام أجهزة تشفير خاصة بشركة تملكها المخابرات الأمريكية بشكل سري كانت تتجسس على مستخدمي هذه الأجهزة التي كان يستخدمها أكثر من 120 دولة.
وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تحقيق استقصائي نشرته الثلاثاء، أن دولًا عربية من بينها مصر كانت تستخد لعقود أجهزة تشفير تابعة لشركة Crypto AG السويسرية كانت تملكها وتديرها المخابرات الأمريكية بشكل سري حتى تصفية الشركة في عام 2018.
وأوضحت الصحيفة أن أكثر من 120 دولة كانت تعتمد على Crypto AG في إجراء اتصالاتها السرية كافة وكانت تحظى بشعبية قوية بين الدول التي لم تكن تعلم حقيقتها فكان في الظاهر أنها شركة سويسرية مقرها في سويسرا متخصصة في أنظمة الاتصالات فقط.
وكشفت الوثائق التي حصلت عليها، واشنطن بوست، أنه خلال التسعينات من القرن الماضي بدأت تظهر تقارير حول عدم أمان أجهزة هذه الشركة وأنها قد تكون مخترقة لكن لم يعرف أحد حقيقتها فعليا ورغم هذا تخلت بعض الدول عن استخدامها وعلقت عقد عقود جديدة مع الشركة من بينهم مصر والمملكة العربية السعودية والأرجنتين وإيطاليا وإندونيسيا.
وقالت الصحيفة إنه من المثير للدهشة أن إيران لم تكن من بين الدول التي تخلت عن استخدام معدات هذه الشركة رغم تجسس المخابرات الأمريكية على حوالي 90 % من الاتصالات التي كانت تجريها طهران سواء خلال فترة ثورة 1979 وأزمة احتجاز الرهائن الأمريكية وخلال الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى) وحتى وقت قريب.
وأكدت الوثائق أن واشنطن كانت تجعل شركة «Crypto AG» تنتج نوعين من أجهزة التشفير واحدة مزوة وغير آمنة سهل اختراقها وأخرى سليمة وآمنة وكانت تستخدم هي السليم وتمنح المزور للدول الأخرى حتى حلفائها.
كشفت الصحيفة عن الشركة كانت تملكها وتديرها سرا المخابرات الأمريكية بالتعاون مع ألمانيا الغربية، وحتى بعد الوحدة وسقوط جدار برلين عام 1989 وظهور دولة ألمانيا الاتحادية ظلت برلين في الشركة مع واشنطن حتى عام 2004.
وأوضحت الصحيفة أن خلافا نشب بين واشنطن وبرلين بسبب سياسة المخابرات الأمريكية وهي منح الإصدارات الغير آمنة من أجهزة التشفير حتى للحلفاء الأمر الذي خشيت منه المخابرات الألمانية وقررت حتى وقت قريب الخروج من هذه الشراكة التي بدأت منذ خمسينات القرن الماضي.
وأكد الصحيفة أن وولبرت سميت المدير السابق للمخابرات الألمانية "BND" اشتكى من أن الولايات المتحدة "أرادت التعامل مع الحلفاء مثلما تتعامل مع دول العالم الثالث".
فيما قال مسؤول آخر في المخابرات الألمانية إن الأمريكيين في عالم الاستخبارات لم يكن لديهم أي أصدقاء.