«روايات الحب والتعذيب».. قصص انتحار فاشلة هربا من جحيم الأزواج
بين رغبة في التطليق أو الخلع أو الحصول على نفقة الأطفال، اكنتظت محاكم الأسرة بالأزواج والزوجات الذين لم يروا سوى طريق القضاء حلا للمنازعات بينهم، والمطالبة بحقوقهم، قصص منها ما يجلب التعاطف وأخرى السخرية، وثالثة تدمي القلب من قسوة ما يروى من حكايات في طريق طويل امتد لسنوات قبل أن ينتهي في المحاكم، لوضع حد لمآساة الحياة الزوجية.
"الدستور" رصدت عددا من قصص سيدات تعذبن على يد أزواجهن، وحاولن الانتحار والتخلص من حياتهن، ويشاء القدر بأن يعطيهم فرصة آخرى لاستكمال حياتهن والتخلص من الماضي وآلامه، قبل أن يلجأن لمحكمة الأسرة للتخلص من سجن عش الزوجية وبدأ صفحة جديدة.
- "أبشع نساء العالم"
"صفاء.م"، 30 عاما، كانت تحلم بأن تعيش حياة زوجية مستقرة، وهو الحلم الذي منعه عنها القدر، وأوقعها في قبضة رجل أذاقها مرار العيش حتى أنها ألقت نفسها من الطابق الثالث، في محاولة للاستراحة من جحيمه، إلا أنها حصلت على فرة ثانية انتهت بها في محكمة زنانيري لشؤون الأسرة، محاولة إنهاء زيجتها.
تقول الزوجة في بداية حديثها عن مأساة زواجها: "كنت أحلم بعش زوجية جميل مثل أي فتاة في سني مع الشخص الذي أحببته لسنوات طويلة، وعملت في مصنع ملابس لمساعدته في تكوين بيتنا الجديد، لكن سريعا ما أنقلب هذا الحلم لكابوس أريد التخلص منه، وظهر الحبيب والزوج الذى تمنيته على حقيقته السيئة".
تابعت بصوت مهموم: "أذاقني العذاب ألوان والمرار أضعاف، اعتاد تعنيفي وضربي وخانني من أول شهر جواز ولم يتذكرني سوى وقت متعته فقط، كنت أصاب بحالة نفسية سيئة مع كل دقيقة أسمعه وهو يتحدث مع الفتيات والسيدات المتزوجات أيضا، تشاجرت معه كثيرا لكن كان يتعمد التقليل مني ويصفني بأنني أبشع نساء العالم، ويلوم نفسه على زواجه مني، وأنه كان يرغب في الزواج من فتاة لافتة الجمال، حاولت التغير من نفسي حتى يراني جميلة، لكن بلا جدوى".
واختتمت: "بالصيف الماضي انتقل زوجي مع مجموعة من أصدقائه لمنطقة الهانوفيل بالعجمي بالإسكندرية لقضاء العطلة الصيفية، وهناك تعرف على فتاة من القاهرة ونشبت بينهم علاقة حب وغرام، وفور عودتهم للقاهرة بدأ في مقابلتها يوميا وأوهمها بأنه مطلق، راقبته وتمكنت من الحصول على رقمها من هاتفه، اتصلت بها وأخبرتها بأنني زوجته وطلبت منها إنهاء هذه العلاقة، وواجهته بكذبه، فغضب وصار مثل البركان وحضر للشقة وضربني وكاد أن يقتلني قبل أن يترك المنزل، أصبت بحالة من الاكتئاب وألقيت بنفسي من الطابق الثالث ويشاء القدر بأن مازال في عمري بقيه وأجريت أكثر من عملية حتى تحسنت حالتي، وطوال فترة وجودي في المستشفى لم يسأل عني مرة واحدة، وفور تحسن حالتي لجأت للمحكمة لرفع دعوى طلاق للضرر ضده تحمل رقم 2285 لسنة 2019 أحوال شخصية.
- حماتي تهمتني في شرفي وفضحتني
"عام كامل وأنا أتعرض للتعذيب النفسي والبدني على يد حماتي التي استغلت سفر زوجي للعمل في إحدى الدول العربية بعد 3 أشهر فقط من زواجنا، استحلت تعذيبي بالرغم من أنني اعتبرتها مثل أمي منذ خطوبتي لابنها، لكن فور سفر نجلها أصبحت تعاملني كالجارية عندها، أجبرتني على ترك شقتي ومنعتني من دخولها والجلوس معها في شقتها، تحملت كل تصرفاتها ولم أفتعل أي مشاكل حتى لا أخسر زوجي"، كلمات وصفت بها "أميرة" الحال اذي وصل بها إلى محكمة الأسرة.
وتابعت "أميرة " الزوجة المحطمة حديثها وهي تبكي: "خلال فترة خطوبتنا أصر زوجي على الزواج وإتمام تعليمي في الجامعة من بيته، ومع بداية العام الدراسي الجديد وذهابي للجامعة لحضور محاضراتي بدأت تعترض حماتي على خروجي للجامعة واتهمتني بالانفلات مستغلة غياب زوجي، والجلوس مع الشباب على الكافيهات بدون أي دليل معها يدل على صدق كلامها، واتصلت بزوجي وادعت بأنها شاهدتني بأعينها وأنا أجلس مع الشباب وأضحك معهم وطلبت من زوجي منعي من الذهاب للجامعة وتهديدي بالطلاق".
استمع زوجي لحديث والدته وخيرني ببين الطلاق أو استكمال تعليمي، توسلت اليه بأن يتركني أتتم تعليمي ووعدته بعدم الذهاب للجامعة إلا وقت الامتحان فقط، وافق وتصالحنا وعادت علاقتنا أفضل من الأول، ومرت الأيام و"حماتي" تشعر بأن نجلها لم ينصاع لأوامرها، وأنني سأستحوذ عليه، فلجأت لحيلة آخرى لتطليقي: "استعانت بشاب من المنطقة معروف عنه احترافع الفوتوشوب، وطلبت منه تركيب عدد من الصور لي مع شاب أخر وتوزيعها في كل المنطقة، حتى يعلم ابنها بهذه الصور عن طريق أصدقاءه وليس عن طريقها".
تستطرد الزوجة، بالفعل نجح مخططها وحضر زوجي من الخارج وكاد أن يقتلني، أخبرته بأنني مظلومة ولم أعرف هذا الشخص مطلقا، لكنه لم يصدقني وضربني أمام كل الجيران بالمنطقة، وفور وصولي لمنزل والدي، بقطع شرايين يدي ونقلوني للمستشفى، وقبل تحسن حالتي حضر زوجي وحاول إصلاحي بعد ما حضر له الشاب الذي ركب صور "الفوتوشوب" وأخبره بأنه سيحمل ذنبي إذا مت، وأخبره بأن حماتي هي من طلبت منه تركيب تلك الصور مقابل 1000 جنيه، لكني لم أوافق على الرجوع له وطلبت منه تطليقي بكل ود لكنه رفض وطلب مني إعطاءه فرصة آخرى، رفضت ولجأت لرفع دعوى خلع ضده تحمل رقم "5733" لسنة 2019".
أنا وضرتي والزرنيخ
بعيدا عن الزحام وأعين المتنازعين، اتخذت هدى، 23 عاما، من أقصى مكان بقاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة مستقرا لها، تنتظر به حتى يحين موعد نظر جلسة دعوى الخلع التي أقامتها ضد زوجها، قبل أن تفتح صدرها وتحكي قصتها لـ "الدستور": "والدي السبب الرئيسي في كل الآلام التي عشتها، ففرق بيني وبين من أحبه قلبي ورفض ارتباطنا، وأجبرني على الزواج من تاجر يكبرني بـ17 سنة مطلق ولديه طفلين من زوجته الأولى طمعا في مشاركته في العمل، بذلت ما في وسعي لأهرب من منزل والدي ورفض هذه الزيجة، لكن والدي هددني وبالقتل وقام بحبسي أربع شهور كاملة حتى سلمني لزوجي".
وتواصل "الزوجة" حديثها: "حاولت أتأقلم على حياتي الجديدة، لكن زوجي كان بني آدم بشع في كل تصرفاته معي فكنت لا أتحمل أن يلمسني أصبحت حياتي معه مرسخة لخدمته وخدمة أطفاله الصغار فقط، بعد 3 أشهر من زواجي ومعاناتي من تعنيفه معي وضربي وبخله الذي لا يحتمل، أخبرني بأنه سيرجع طليقته وسنعيش جميعا في شقة واحدة، كنت في غاية السعادة ظننا مني بأن طليقته ستطلب منه تطليقي، انتظرت ذلك بعد عودتها، لكن لم يحدث ذلك، فطلبت منه الطلاق لكنه رفض وتركت المنزل وذهبت لمنزل والدي الذي أعادني مرة أخرى بالقوة وطلب مني إنجاب طفل حتي يكون لي سند.
اختتمت هدى: "كنت أعاني أشد معاناة من زوجي وضرتي، كانت تعتبرني عدوتها وتحاول بكل الطرق بأن تقلب زوجي علي حتى يهينني ويضربني أمامها، حتي أصبحت امرأة محطمة وشربت الزرنيخ للتخلص من حياتي، وكانت حالتي سيئة للغاية وتحولت لمعهد السموم حتى تحسنت حالتي واصطحبتني عمتي بمنزلها ووقفت بجانبي حتى تمكنت من رفع دعوى خلع ضد زوجي رقم "8160" لسنة 2019 أحوال شخصية".